على صفحات “واشنطن بوست” الأمريكية يقص مهندس من أصل إيراني يعتنق البهائية كيف جرى ترحيله “تعسفيا” من قطر، فيما ينتظر شقيقه المصير نفسه.
باهر سيوشانسيان، الذي ولد وترعرع في قطر، ويتبع العقيدة البهائية يقول إن سلطات الدوحة أجبرته “بشكل غير متوقع وتعسفي على الرحيل من قطر وعمله بالسفارة الأمريكية”، وهو الآن يقيم بولاية ميريلاند.
ويبدأ باهر قصته، التي سردها في مقال منشور بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، بالحديث عن محنة شقيقه التي هي نفسها مأساته التي تتكرر في قطر.
وقال باهر إنه في يناير/كانون الثاني، ذهب شقيقه أوميد إلى مكتب الهجرة في الدوحة للتحقق من التجديد الروتيني لتصريح إقامته، وبالنظر إلى أنه ولد في قطر منذ 60 عاما وترعرع هناك، فهو قطري من الناحية الثقافية، واللغوية، وحتى علاقات الصداقة.
لكن بسبب قوانين المواطنة القائمة على أساس “حق الدم”، لم يحمل أوميد جواز السفر القطري أبدًا، لكن الموقع التعاوني طويل الأمد للسلطات القطرية سهل وضعه، حتى وإن لم يكن مثاليًا، وهذا حتى أخبره مكتب الهجرة بوضعه على القائمة السوداء، وأنه سيضطر لمغادرة البلاد نهائيًا.
وعند سؤال أوميد عن السبب، قيل له إنه لا يحق له معرفة ذلك، لكن بحسب باهر، يعلم هو وشقيقه لماذا يحدث ذلك، لأنهما يتبعان العقيدة البهائية.
وأشار باهر إلى أن البهائية نشأت في إيران عام 1844، ويتعرض البهائيون للاضطهاد الدائم هناك، لكن مشاكلهم في قطر جديدة، لافتًا إلى أنهم بدؤوا يلاحظون، بشعور متزايد من القلق، ظهور اتجاه واضح، إذا استمر، سيهدد وجود المجتمع البهائي المتضاءل بالفعل في قطر.
وقال باهر إن في عام 2005، وبالرغم من عمله وتسلمه التصريح الأمني للعمل في قطر قبل أسابيع، تلقى إشعارًا بالترحيل، وكان محظوظًا لأن صاحب عمله كان “السفارة الأمريكية”.
وبالرغم من أن السفارة الأمريكية دافعت عنه، لم تكلل جهودها بالنجاح، ورتبت أمر رحيله إلى الولايات المتحدة بدلًا من إيران، والتي كان ليتعرض فيها للاضطهاد بسبب معتقده الديني.
وأشار إلى أن الغالبية العظمي للقوى العاملة في قطر تتكون من عمال أجانب، ونهاية عقد العمل وانتهاك القانون كلها أسباب طبيعية ليطلب من الشخص مغادرة البلاد؛ لكن في حالة البهائيين الأمر مختلف.
وأوضح أن معظم هؤلاء مولودون في قطر، ولم يرتكب أي منهم انتهاكا للقانون القطري أو الأعراف القطرية، وجميعهم يعملون بأجر أو يديرون مشاريع مع كفلاء قطريين، كما ينص القانون المحلي، وفق المقال.
وقال باهر إن البهائيين الذين تم ترحيلهم يعملون بمهن مختلفة، ويحملون جنسيات متنوعة، من الأردنيين، للبريطانيين، للأمريكيين، للماليزيين، والهنود والكنديين، لكن الأمر المشترك بينهم هو معتقدهم البهائي.
ورأى باهر أنه أيا كان السبب، فإن الزحم المعادي للبهائية يتزايد، وأسفر عن وجود حالة نبذ ضدهم وعائلاتهم، وهو أمر لم يكن يمكن تصوره في الماضي.
وأشار إلى أن هذا المحو الخفي للبهائيين من المجتمع يتعارض بشكل كبير مع محاولات الدوحة الإيهام بتعزيز صورتها وممارستها للتسامح عبر مركز الدوحة الدولي للحوار بين الأديان، لافتا إلى أنه من غير الواضح ما إن كان برنامج الطرد يأتي من الحكومة أم من بيروقراطيته.
المصدر: العين الإخبارية