في إطار الجهود الأمنية لحفظ أمن الوطن وفي عملية أمنية استباقية بالتعاون مع جهاز المخابرات الوطني، أعلنت الادارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، القبض على عناصر إرهابية شرعت في التخطيط والإعداد لعمليات ارهابية تستهدف الامن والسلم الاهلي، كما تم ضبط أسلحة ومتفجرات مصدرها إيران لدى تلك العناصر المرتبطة بمجموعات إرهابية موجودة في ايران، وذلك في ضربة أمنية جديدة نجحت في ردع الإرهاب الإيراني، وتأمين الجبهة الوطنية الموحدة، والحفاظ على المنجزات التي تحققت في إطار المسيرة التنموية الشاملة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وأثبتت الأجهزة الأمنية وبفضل توجيهات الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية، جاهزيتها للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، ونجحت بجهودها المخلصة في تفكيك العديد من خلايا التجسس والإرهاب المرتبطة بإيران وحرسها الثوري وميليشياتها الإرهابية ، وقطع الإمدادات المالية واللوجستية عن المجموعات الإرهابية ، وإحباط عملياتها الارهابية.
وشكلت هذه العملية واحدة من الضربات الأمنية المؤثرة لمحاصرة الإرهاب الإيراني وتجفيف منابعه المالية، بعدما أيدت محكمة الاستئناف العليا في 31 أكتوبر الماضي حكمًا صادرًا في أضخم قضية غسل أموال بإدانة بنك المستقبل والبنك المركزي الإيراني وبنوك إيرانية في معاملات مصرفية مشبوهة بالمخالفة لقانون حظر ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومن قبل إعلان وزارة الداخلية عن رصد وضبط تحويلات مالية مشبوهة مرتبطة بحزب الله الإرهابي، وإصدار المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في يناير الماضي أحكامًا بالسجن على 18 عضوًا في خلية إرهابية وإدانتهم بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية، وتلقي الدعم المالي واللوجستي من الحرس الثوري الإرهابي، إلى جانب إعلان الأجهزة الأمنية البحرينية في يونيو 2021 عن ضبط أكثر من ثلاثة أطنان من المواد المخدرة، مصدرها إيران، على مدى 15 عامًا.
هذا النجاح في محاربة الإرهاب الإيراني وإحباط مؤامراته لتهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات، وبعد حفظ الله تعالى وتوفيقه، إنما يؤكد الجاهزية والكفاءة التي تتمتع بها الاجهزة الامنية وسرعة الاستجابة، وتأمين المنشآت والمواقع الحيوية ومكافحة الإرهاب، كما تتضمن هذه الجهود الوطنية، الحرص على توحيد الجهود من خلال لجنة محاربة التطرف ومكافحة الإرهاب وتمويله وغسل الأموال، منذ تشكيلها برئاسة وزير الداخلية في عام 2020.
وعززت مملكة البحرين من تحركاتها الدبلوماسية من خلال استضافتها للقمة الأمنية الإقليمية السابعة عشرة “حوار المنامة” في نوفمبر 2021، ومشاركتها الفاعلة في المحافل الخليجية والعربية والدولية في إطار حرصها على الأمن القومي الخليجي والعربي، ومطالبة إيران بالتوقف عن سياساتها العدوانية المزعزعة لأمن واستقرار المنطقة، فيما يتعلق برعايتها للإرهاب والميليشيات الطائفية، ودعمها وتسليحها لميليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن وإمدادها بالأسلحة والصواريخ الباليستية، والطائرات المُسّيرة، وهجماتها الإرهابية على المنشآت النفطية واستهداف المدنيين في المملكة العربية السعودية، وانتهاكاتها للسلامة الإقليمية وتهديد أمن الطاقة وطرق الملاحة البحرية والتجارة العالمية، بخلاف إساءة توظيفها لوسائل الإعلام والمنصات الرقمية في بث سموم الفتن الطائفية والكراهية والعنصرية، والتحريض على العنف والإرهاب.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أدانت النظام الإيراني لتورطه في أكثر من 360 عملية إرهابية دولية في أكثر من 40 دولة تتضمن عمليات اغتيال وتفجيرات وهجمات، بوصفها “الدولة الأولى الراعية للإرهاب”، محذرة من استخدامها للغطاء الدبلوماسي والعصابات الإجرامية وتجارة المخدرات لتنفيذ عملياتها، وتجنيدها للأطفال، وتهديدها لسلامة الطيران المدني، واستهدافها للأقليات والصحفيين، وإنفاقها أكثر من 700 مليون دولار سنويًا لدعم”حزب الله”، واعتداءاتها المتكررة وميليشياتها الإرهابية على السفارات، آخرها اقتحام الحوثي للسفارة الأمريكية في صنعاء، كما حصل للسفارة الأمريكية في طهران عام 1980، والسفارة والقنصلية السعوديتين في طهران ومشهد عام 2016، هذا إلى جانب تورط مجموعة كبيرة من الجهات الرسمية الإيرانية في تهريب المخدرات بحسب معهد “بروكنجز” في مارس 2019، بعدما صنفت وزارة الخزانة الأمريكية لأفراد داخل فيلق القدس التابع للحرس الثوري كمهربين للمخدرات، ووصف تقرير للسفارة الأمريكية في باكو إيران بأنها “أكبر مهرب للمخدرات في العالم”، وضلوعها وميليشياتها في “إغراق الدول العربية بالمخدرات” وفقًا لمعهد “جيت ستون” في 7 مايو 2021، وهو ما أكدته السلطات السعودية مؤخرًا بإعلان إحباطها تهريب أكثر من 600 مليون حبة مخدرة ومئات الكيلوغرامات من الحشيش خلال ست سنوات، مصدرها لبنان.
وإزاء هذه التهديدات، وجهت مملكة البحرين والعديد من الدول العربية شكاوى رسمية إلى المنظمات الدولية مطالبة إيران بتغيير نهجها العدواني الذي يتناقض مع كل القوانين الدولية، إذا كانت حريصة على مصالح شعبها وتخفيف معاناته المعيشية من الاضطهاد والفقر والبطالة، وإنهاء عزلتها الإقليمية والدولية وفق الالتزام بمبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بموجب ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية.
وأسهمت هذه الجهود الدبلوماسية في تزايد الإدراك العالمي لخطورة التهديدات الإيرانية، حيث أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمام “حوار المنامة 2021” التزام بلاده بالدفاع عن مصالحها وأصدقائها وقواتها في المنطقة ضد تهديدات إيران وتصميمها على منعها من امتلاك السلاح النووي، بعد تصنيفها “الحرس الثوري” و”سرايا الأشتر” على قائمتها للمنظمات الإرهابية، ودعوتها للأمم المتحدة إلى إدراج “حزب الله” على قوائم الإرهاب، بعد تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وأكثر من 12 دولة منها بريطانيا والنمسا وهولندا، وأخيرًا أستراليا، إلى جانب إدانة الأمم المتحدة للهجمات الحوثية المتكررة بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على السعودية، وتهديدات دولية لإيران بخيارات مفتوحة من تشديد العقوبات إلى شن عمليات سرية لتخريب برنامجها النووي أو توجيه ضربات عسكرية ضد منشآتها النووية، ما لم تلتزم بالقواعد الدولية.
إن مملكة البحرين في ظل النهج الدبلوماسي الحكيم لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وبدعم صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبفضل كفاءة أجهزتها الدفاعية والأمنية ووحدة أبنائها ووعيهم وتكاتف مؤسساتها الرسمية والأهلية، ستواصل بعون الله تعالى مسيرتها التنموية والحضارية الشاملة في مواجهة التهديدات الإرهابية والتدخلات المعادية، ملتزمة في ذلك بسيادة القانون وتعزيز الشراكة مع أشقائها من الدول الخليجية والعربية وحلفائها في ترسيخ الشرعية الدولية، ومحاربة التطرف والإرهاب، ونبذ العداوة والكراهية لضمان حق الشعوب في العيش بأمان وسلام.