أكدت معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل، رئيسة مجلس النواب، أن مملكة البحرين وبفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حققت إنجازات عديدة في تنفيذ الخطط والمشاريع الخاصة بالتغير المناخي، وتضع على رأس أولوياتها مشاركة المجتمع الدولي اهتمامه بتوفير بيئة آمنة للبشرية.
وأوضحت معاليها أن تفضل جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، بالمصادقة وإصدار القانون رقم (7) لسنة 2022 بشأن البيئة، يعبّر عن الاهتمام المتواصل الذي يوليه جلالته بالشأن البيئي، حيث يتضمن القانون مفاهيم ومبادئ قانونية متطورة وشاملة تغطي كل النواحي والأوجه البيئية البرية والبحرية والجوية، مما يسهم في حفظ واستدامة البيئة ضمن إطار تنظيمي تشريعي متكامل يعزز الجهود الوطنية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة الخاصة بالبيئة.
وأوضحت معاليها أن مملكة البحرين كانت حاضرة في مؤتمر الدول الأطراف السادس والعشرين في “جلاسجو” أواخر العام الماضي، وشاركت بوفد رفيع المستوى برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وأعلنت خلال المؤتمر دعمها للمبادرات الدولية في مجال تغير المناخ، مبينة أنَّ الحضور العالمي الحاشد في المؤتمر، والوثيقة التي تمخضت عنه، يعتبر مؤشراً للأهمية الفائقة التي ينبغي أن يوليها المجتمع الدولي لقضية تغير المناخ.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها معالي رئيسة مجلس النواب، اليوم الإثنين أمام الجمعية العامة 144 للاتحاد البرلماني الدولي، التي عُقدت في جزيرة بالي الإندونيسية، برئاسة معالي الدكتورة بوان مهراني، رئيسة مجلس النواب بجمهورية إندونيسيا الصديقة، بحضور عددٍ من رؤساء البرلمانات وممثلي المجالس التشريعية بمختلف دول العالم.
وذكرت معاليها أنَّ تدشين الحملة الوطنية للتشجير تحت شعار “دُمتِ خضراء” تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، يعد من أبرز المبادرات في هذا الصدد.
وأوضحت معاليها أنَّ مملكة البحرين قامت بإدماج أهداف تغير المناخ في رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وبرنامج عمل الحكومة القائم، إلى جانب إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية واللجان لوضع البرامج والسياسات والإستراتيجيات، وعمدت لتعيين مبعوث خاص لشؤون المناخ.
ونوّهت معاليها بالجهود التي بذلتها مملكة البحرين في سن عدد من القوانين واللوائح إنفاذاً للاتفاقيات متعددة الأطراف التي أصبحت المملكة طرفًا فيها، وصبت تركيزها على رفع مستوى الوعي العام وبناء القدرات الوطنية في المجالات المتعلقة بالبيئة، إلى جانب ما صادقت عليه من اتفاقية باريس في ديسمبر 2016، والتي دمجت تهديدات تغير المناخ في السياسات الوطنية لجميع القطاعات، إلى جانب تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة واعتماد أفضل المبادرات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجال خفض الانبعاثات الكربونية.
وذكرت معالي رئيسة مجلس النواب أنَّ “برلمانات العالم بحاجة لأن تتحد وتتحرك في سياقٍ موحد، لتجاوز التحديات البيئية، التي نلامس حساسيتها، بمقاربتها مع ما نشهده من آثار وأضرار واسعة تركتها جائحة كورونا، وما خلفته من تبعات جسيمة، قد تشكل في مجملها، جزءاً بسيطاً مقارنة بما قد تحدثه المتغيرات المناخية من ظواهر كارثية في الكوكب والمجتمعات الإنسانية”.
وقالت معاليها “إذا لم نستطع اليوم كبرلمانات وحكومات ومنظمات، أن نعمل على صياغة توجه عالمي جاد، وإيجاد تدابير طارئة، فقد نضطر مستقبلًا للبحث عن إقامة مدن صديقة للنازحين بفعل الظواهر المناخية، خاصة بعد الصرخة التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي أنذرت من تغيرات مدمرة في كوكب الأرض خلال العقود القليلة القادمة، حيث يبقى الرهان على تجاوز تلك التهديدات في تغير السلوك البشري”.
وأضافت “أننا كبرلمانات يقع على عاتقنا إدماج التكيف مع تغيّر المناخ في صلب برامجنا المستقبلية، وأن ندفع لتوفر المزيد من موارد التمويل لتحسين قدرة الحكومات في التعاطي الفعال مع أزمة المناخ، كما يستدعي الواقع أن نستحث الجهودَ للقيام بدور حاسم لكبح آثار الأزمة، عبر دعم التوسع في أنماط الأنشطة الاقتصادية الأقل إضراراً بالبيئة، وتشجيع الاقتصاد الأخضر، وتحفيز أنماط الإنتاج والاستهلاك المستدامة التي تضع المعايير البيئية في مقدمة أولوياتها، وذلك عن طريق تحفيز مؤسسات القطاع الخاص للتحرك في إطار الاستهلاك والإنتاج المستدام، والتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتقديم الحوافز المختلفة لذلك التحول”.
وقالت “لقد أضحى تغير المناخ واحداً من أخطر التحديات التي تهدد مستقبل البشرية، وأصبحت معالجته والتصدي للمشاكل التي يولدها مطلباً دولياً ملحاً وعاجلاً، خاصة في ظل تزايد الظواهر المناخية المتطرفة، والتي تنقدح بشكل يومي في مناطق مختلفة من الأرض، وبنحوٍ غير مسبوق، حيث خلفت أكثر من 20 مليون لاجئ مناخيٍ في العالم”، مشيرة إلى أن “عدّاد المتضررين من أفراد ومناطق، سيظل يلقي بمؤشراته نحو التزايد المطرد، إذا لم تتداعَ البرلمانات والحكومات والهيئات المتخصصة والشركات والأفراد، لوضع تدابير وآليات تكبح التسارعِ في التغير المناخي”.
وتطلعت رئيسة مجلس النواب إلى أنَّ يخرج رؤساء وممثلو البرلمانات المشاركة في أعمال الجمعية العامة 144 للاتحاد البرلماني الدولي، برؤية لمواجهة الأخطار المحدقة بكوكب الأرض، والتي تهدد سبل العيش فيه، وأن يتم الوصول إلى الصفر الآمن عبر تعبئة البرلمانات من أجل تغير المناخ.