تُشارك وزارة الصحة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الملاريا، والذي يُصادف تاريخ 25 أبريل من كل عام؛ وذلك دعمًا لجهود منظمة الصحة العالمية الرامية إلى تحسين فرص حصول الأشخاص على وسائل الوقاية من الأمراض المهددة للحياة.
ويهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى التوعية بأهمية الوقاية كاستراتيجية أساسية للحد من انتشار مرض الملاريا.
والملاريا مرض معدٍ، يتسبب في حدوثه كائن طفيلي يسمى البلازموديوم يتسلل داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها. وتنتقل الملاريا بين البشر من خلال لدغات أجناس بعوضة الأنوفيليس الحاملة لها، التي تُسمى (نواقل الملاريا). وتبدأ أعراض المرض في الظهور خلال فترة تراوح بين 10 – 15 يومًا، وهي: ارتفاع درجة حرارة الجسم ورعشة، وتعرق شديد، وصداع، وغثيان وقيء، وإسهال.
ويعتبر الملاريا من الأمراض الفتاكة التي لها عبء كبير على العالم أجمع، وقد كان لهذا المرض عبئه على البحرين حيث كان مرض الملاريا متوطنًا في البحرين في الثلاثينات بواقع 20% من سكان البحرين مصابين بالملاريا، لذا سعت حكومة البحرين سعيًا حثيثا لمكافحة هذا المرض وأنشأت الحكومة دائرة مكافحة الملاريا في العام 1939 لتبدأ برامج مكافحة الملاريا بشكل تنظيمي، وبفضل الجهود الجبارة والمكافحة المستمرة كانت آخر حالة انتقال محلي للملاريا بالعام 1979، واستطاعت البحرين القضاء على الملاريا وإعلانها رسميًا من قِبل منظمة الصحة العالمية في العام 1981 خالية من الملاريا.
وتعتبر مملكة البحرين من ضمن أوائل دول إقليم شرق المتوسط التي استطاعت القضاء على الملاريا، ومنذ ذلك الحين واستناداً على توصيات منظمة الصحة العالمية، سعت المملكة وبدعم وإشراف مباشر من متخذي القرار بوزارة الصحة للمحافظة على البحرين خالية من الانتقال المحلي للملاريا.
وتفخر وزارة الصحة في مملكة البحرين بإنجازها المتمثل في 43 سنة متواصلة دون انتقال محلي للملاريا وهذا بفضل جهود جميع العاملين في وزارة الصحة للحفاظ على البحرين خالية من الملاريا، حيث تشمل إنجازات مملكة البحرين في هذا المجال أنه لا توجد حالات محلية وجميع الحالات التي يتم رصدها قادمة من الخارج وتتم متابعة الحالات من إدارة الصحة العامة للحالات الوافدة والتأكد من أخذهم للعلاج المضاد للملاريا وأن الحالة وافدة وليست من انتقال محلي.
كما أن هناك تقصي لنواقل المرض عبر برامج دورية ومستمرة لمكافحة البعوض الناقل للملاريا وبرامج مختصة لمكافحة يرقات البعوض ومكافحة البعوض البالغ، وتتكامل برامج المكافحة بالتنسيق والتعاون مع عدد من الجهات للتخلص من بؤر تكاثر البعوض.
ويتم التركيز على جوانب الوقاية من المرض، وذلك عن طريق توعية المسافرين بطرق الحماية من لسع البعوض، وكذلك بأهمية أخذ الأدوية الوقائية للمسافرين للبلدان التي يتوطن فيها المرض، فضلاً عن وجود نظام ترصد للحالات المشتبه بها، إذ أن الملاريا من الأمراض التي يجب التبليغ عنها حسب قانون الصحة العامة، كما وتوجد شبكة من المختبرات في المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة لديها القدرة التشخيصية للملاريا، وتقوم إدارة الصحة العامة بمتابعة الحالات المبلّغ عنها واتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار المرض. هذا بالإضافة إلى توافر الأطباء المتخصصين والخدمات العلاجية المجانية للمصابين بالملاريا في مملكة البحرين.
وتحرص وزارة الصحة في مملكة البحرين على تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة التثقيفية والتوعوية بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الملاريا، وذلك من خلال إقامة المحاضرات والفعاليات التوعوية التي تهدف بدورها إلى توعية الجمهور بمرض الملاريا وبيان أعراضه وطرق الوقاية والعلاج.