أكد عدد من الأطباء نجاح سياسة التحصين الطبية المتبعة في مملكة البحرين، وتميز نتائجها في الحد من انتشار الأمراض المعدية وتقليل عدد الاصابات، و أوضحوا أن مملكة البحرين من أوائل الدول في القضاء على الأمراض المعدية حيث بلغت نسبة التغطية بالتطعيمات الروتينية 95 بالمائة لمدة عقدين.
وقالوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) بمناسبة أسبوع التمنيع العالمي إن شعار هذا العام (حياة طويلة للجميع) يأتي ليؤكد أهمية التطعيمات لصحة الانسان، في الخدمات الصحية في مملكة البحرين تعتبر من الأولويات الخدمية التي تحرص المملكة على تقديمها وفق أعلى معايير الجودة تطبيقاً لتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ، كما ويحظى الملف الصحي باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ، إذ نجحت مملكة البحرين بقيادته المتميزة في إبراز نفسها كقصة نجاح على الصعيد العالمي في التصدي لجائحة كوفيد 19.
وصرحت الدكتورة مريم الهاجري الوكيل المساعد للصحة العامة ورئيسة لجنة التطعيمات بأن مملكة البحرين من أوائل الدول في السيطرة على الأمراض المعدية، مبينة بأن نسبة التغطية بالتطعيمات الروتينية بلغت 95% لمدة عقدين.
وقالت: ” تشارك مملكة البحرين دول العالم الاحتفال بالأسبوع العالمي للتمنيع تحت شعار ” حياة طويلة للجميع” خلال هذا الأسبوع في الفترة من 24-30 ابريل 2022، والذي يدعو لتوحيد الجهود لاستخدام التطعيم لتأمين الحماية للجميع لكل الفئات العمرية ورفع مستوى الوعي بأهمية التطعيمات لمكافحة الأمراض المعدية”.
وأكدت د الهاجري التزام مملكة البحرين بالوقاية من الأمراض المعدية المستهدفة بالتطعيم من خلال العمل على تنفيذ استراتيجيات صحية وتطوير ومتابعة سير خطط العمل ومؤشرات البرامج المحلية وتقوية القدرة الوطنية في هذا المجال من خلال التكامل بين جميع مستويات الرعاية الصحية.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة جليلة السيد الرئيس التنفيذي لمراكز الرعاية الصحية الأولية أن أسبوع التمنيع العالمي يعد فرصة لتوجيه الأنظار نحو أهمية التطعيمات وتعزيز ثقة الأفراد فيها، وذلك بهدف ترسيخ التنمية الصحية بالمجتمع وتعزيز الحياة الصحية للجميع، من خلال إذكاء الوعي المجتمعي وتشجيع جميع أفراد المجتمع للإقبال على خدمات التطعيم باعتبارها منفعة عامة تنقذ الأرواح وتحمي الصحة وتضمن عيش الحياة بشكل أفضل مع التقليل من الأمراض المعدية.
وأضافت د. السيد: “أدركنا كأطباء على مدى العقود أن التطعيمات من أعظم الابتكارات، إذ سهلت وأمّنت القضاء والسيطرة على الأمراض المعدية، وهي التي وفرت الحماية من الكثير من الأمراض الفتاكة، إذ تعد أداة فائقة الأهمية ويتم الابتكار والتطوير فيها بشكل مستمر”.
وبينت أنه بفضل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بتوفير التطعيمات بالمجان لجميع المواطنين والمقيمين، فقد تم تأمين الاستفادة التامة منها، كما كان لحرص ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الأثر المباشر في التعامل الإيجابي والمدروس مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، والتي كان للحملة الوطنية للتطعيم دور فاعل في التصدي لها والحد من انتشارها، حيث أتيحت مختلف التطعيمات بشكل مجاني في المراكز الصحية.
وأكدت د. السيد أن التطعيمات رسمت الطريق لعودة الحياة الطبيعية، إضافة إلى حماية الناس والتزامهم بالتدابير والإجراءات الاحترازية كالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات، مشيرة إلى أنه بفضل البحث العلمي والتقدم في العلوم تم التأهب بشكل فعال للتعامل مع الجائحة في الطوارئ أو الفاشيات، مبينة وجود رؤية وشراكة اجتماعية وتدخّل علمي أثبت عالمياً أن التطعيمات حمت مجتمعات وأنقذت أرواح.
وأوضحت أن شعار العام لأسبوع التمنيع العالمي هو (حياة طويلة للجميع)، ولتطبيقه لابد من التأكيد على دور المراكز الصحية في تقديم التطعيمات للمواطنين والمقيمين من جهة، وتقديم الخدمات الصحية الأخرى من جهة ثانية، حيث أنها البوابة الصحية الأولى، وهي موزعة بشكل جغرافي يسهل الوصول إليها، فالتطعيمات موجودة منذ عقود طويلة وترفع معدلات الوقاية من خلال عمل المراكز، إلى جانب أنها تسهم في متابعة غير المستوفين للتطعيم.
وأضافت د. السيد أن الهدف من كل ذلك هو رفع المناعة المجتمعية لكافة الفئات، والالتزام بجدول التطعيمات لكل فرد، وحسب كل فئة وحاجتها خلال فترة الحياة والتي تبدأ من الطفولة ثم مرحلة ما قبل المدرسة، وأيضاً للنساء خلال فترة الحمل ولذوي الأمراض المزمنة وكبار المواطنين.
وأوضحت أن مراكز الرعاية الصحية الأولية أسهمت بالشراكة مع القطاعات الصحية المختلفة ووعي المجتمع في رفع نسبة التطعيمات الروتينية المختلفة بما تجاوز 95% من جدول التطعيمات المحددة لكل فئة عمرية، وذلك لمدة عقدين من الزمان والتخلص من عدة أمراض كالحصبة وشلل الأطفال ومتلازمة الحصبة الألمانية، منوهة بأن مملكة البحرين كانت من أوائل الدول في القضاء على تلك الأمراض نتيجة رؤيتها الصحية المتقدمة والرائدة.
وختمت بتوضيح أهمية التأكد من صلاحيته ودراسته وتقديم المشورة حوله قبل إعطائه ، للتأكد من عدم وجود موانع لتقديمه، حيث يتم تحديث جداول التطعيمات الروتينية بمملكة البحرين على ضوء المستجدات الصحية، كما يتم إدخال التطعيمات أخذاً بالاعتبار الوضع الوبائي والمناعي بالمجتمع حيث يتعدى دورها مكافحة الأمراض المعدية إلى الحد من الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل سرطان عنق الرحم، وسرطان الكبد، مؤكدة دور التطعيمات في الوقاية من الأمراض وحماية الأطفال في فترة ما قبل الولادة وأثناء مرحلة الطفولة والمراحل العمرية المختلفة عبر مراحل الحياة.
وقالت مدير إدارة الصحة العامة الدكتورة نجاة أبو الفتح أن مملكة البحرين تحتفل مع دول العالم في بالأسبوع العالمي للتمنيع في الأسبوع الأخير من شهر أبريل من كل عام، وقد أتى شعار هذا العام “حياة طويلة للجميع”، لبيان أهمية تكاتف الجهود والدعوة إلى استخدام التطعيم لتأمين الحماية للجميع من كل الفئات العمرية، كما تهدف الأنشطة التوعوية المختلفة لرفع الوعي المجتمعي وتشجيع جميع أفراد المجتمع للإقبال على خدمات التطعيم التي أثبتت الدراسات فاعليتها في السيطرة على الأمراض المعدية.
وأوضحت د أبو الفتح أن مملكة البحرين تولي اهتماماً كبيراً للخدمات الوقائية من خلال توفير اللقاحات ذات الجودة والمأمونية العالية لجميع الفئات العمرية المستهدفة بها منذ الولادة ومروراً بالفئات الأخرى.
وقد سجلت المملكة السبق في مجال إدخال اللقاحات حيث تم إدخال أول لقاح ضد الجدري في الثلاثينات من القرن المنصرم، وتوالى بعدها إدخال اللقاحات استناداً على الأدلة والدراسات العلمية التي تجرى لتقييم عبء المراضة والتكلفة الفاعلة للقاحات بناءً على التوصيات العالمية والاقليمية والمحلية في هذا الصدد. وكان نتاج إدخال اللقاحات المختلفة تسجيل انخفاض في معدل المراضة والوفيات من الأمراض المعدية التي يمكن تجنبها بالتطعيم.
وأضافت أبو الفتح : لقد ارتفعت معدلات التغطية بالتحصين في المملكة البحرين، حيث تجاوزت التغطية 95% منذ 1997 مما يؤكد على استمرارية الانجاز ووعي المجتمع وثقته العالية بالخدمات الوقائية التي تقدمها وزارة الصحة بالشراكة مع القطاعات المختلفة والمنظمات العالمية ويعكس الدعم المتواصل من صناع القرار.
وانطلاقاً من الحرص في المحافظة على سلامة الجميع على أرض المملكة وفي إطار الجهود للتصدي لجائحة كوفيد-19 شاركت مملكة البحرين في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح كوفيد-19 من شركة سينوفارم، ثم تلا ذلك قبول التصريح الطارئ لعدة لقاحات ضد فيروس كوفيد-19 وذلك استناداً على الدراسات التي أجريت على هذه اللقاحات لإثبات فاعليتها ومأمونيتها، وقد كان لارتفاع المناعة المجتمعية باللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 الأثر البالغ في خفض معدلات الإصابة وفي السيطرة على الجائحة .
وقد انفردت المملكة في تطبيق بعض السياسات المتعلقة بالتطعيم واذكاء الوعي المجتمعي للتخلص من المرض من خلال التواصل مع الفئات المجتمعية المؤثرة مثل النواب وكبار الشخصيات وممثلي المجالس والاديان، وتعداها للقيام بحملات تطعيم احترازية شملت احدى الكنائس.
إلى ذلك قالت الدكتورة بسمة محمود الصفار استشاري صحة عامة والوبائيات ورئيسة مجموعة التمنيع إن الاحتفال بأسبوع التمنيع العالمي في الأسبوع الأخير من شهر نيسان/ أبريل من كل عام، يأتي ليبين أهمية اللقاحات كإحدى أهم التدخلات الصحية الوقائية لتأمين الحماية من الأمراض المستهدفة بالتطعيم لجميع الفئات المستهدفة به، وتسهم جميع الأنشطة التي تقام في رفع الوعي المجتمعي بدور اللقاحات في الحد من انتشار الأمراض المعدية التي يمكن تجنبها بالتطعيم.
وشعار هذا العام “حياة طويلة للجميع”؛ يشير إلى دور اللقاحات في الحفاظ على الحياة وفي إنقاذ أرواح الملايين من البشر من الأمراض المعدية ليتمتعوا بحياة طويلة ذات جودة عالية.
وأضافت د الصفار: ” تعتبر مملكة البحرين من الدول الرائدة في مجال التوسع بخدمات التمنيع، من حيث تم إدخال اللقاحات للوقاية من الأمراض منذ الثلاثينات من القرن المنصرم بحسب التوصيات العالمية مما كان له بالغ الأثر في انخفاض معدلات الإصابة بهذه الأمراض والمضاعفات المتعلقة بها.
وقالت إن المملكة سطرت العديد من الإنجازات في برنامج التمنيع الموسع الذي تم تطبيقه في مملكة البحرين منذ عام 1981، حيث تم البدء ببرنامج تقييم سلسلة التبريد منذ 1996م، كما يتم مراقبة إدارة اللقاحات ومتابعة دقة المعلومات المتعلقة بالتطعيم في وحدات التطعيم منذ 2008، من خلال استحداث برنامج خاص لمراقبة وحدات التمنيع في العيادات الحكومية والخاصة الذي يعتمد على القيام بالزيارات الميدانية الإرشادية لتقييم سلسلة التبريد وإدارة اللقاحات ودقة وجودة البيانات والحقن الآمن وذلك للتأكد من جودة اللقاحات وحفظها بحسب المعايير العالمية التي تضمن سلامتها وسلامة متلقي الخدمة.
وحرصاً على التوثيق والمتابعة أوضحت د الصفار أن مملكة البحرين شاركت تجربتها في تطبيق النظام الإلكتروني لإدارة بيانات التطعيم في اجتماعات منظمة الصحة العالمية كنموذج يحتذى به. وفي مجال التخلص من مرض الحصبة والحصبة الألمانية المتوطنة في مملكة البحرين، وتعد المملكة من أوائل الدول في إقليم شرق المتوسط في التخلص من الحصبة والحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية بشهادة منظمة الصحة العالمية في عام 2019.
وبينت أن الإنجاز لم يكن ليتحقق إلا باتخاذ العديد من الإجراءات المبتكرة والمتنوعة حيث تم مراجعة الوضع الوبائي والمناعي لطلبة المدارس وعمل حملات احترازية على ضوئها، كما تم فتح عيادات للتطعيم في الفترة المسائية لتسهيل الوصول للخدمة.
كما أفادت د بسمة الصفار أن لإصدار قانون رقم 34 لسنة 2018 للصحة العامة والمتضمن في الفصل الثالث عشر التطعيم (التمنيع) مادة 53، دور كبير في تعزيز أهمية الالتزام بأخذ اللقاحات بحسب جدول التطعيمات الموصى به في مملكة البحرين.
سماح علام