استضاف مركز وودرو ولسون الدولي، أمس، رئيسة مجلس النواب معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل، ضمن لقاء مفتوح في العاصمة الأمريكية واشنطن، شارك فيه عدد من السياسيين والباحثين الأمريكيين.
واستعرضت رئيسة مجلس النواب تجربة المرأة البحرينية، ومسار انتقالها من مرحلة التمكين والنهوض إلى مرحلة التقدم في جميع المجالات، بفضل الدعم اللامحدود الذي حظيت به من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وما توفر لها من بيئة محفزة، وبنية مؤسسية متطورة، وتشريعات متقدمة رسخت من مبدأ العدالة والتنافسية وتكافؤ الفرص بين الجنسين، حيث توج ذلك ببلوغ المرأة البحرينية أعلى المناصب القيادية.
وخلال الحوار الذي أدارته مديرة برنامج الشرق الأوسط بمركز وودرو ولسون الدولي السيدة ميري سا كورما، أكدت زينل أن وجود المرأة في عملية التنمية، ودورها الفاعل في صياغة القرار الوطني يعود لثلاثينيات القرن الماضي من خلال المشاركة في الانتخابات البلدية، وفي حضورها المؤثر أوائل السبعينيات في إثبات الهوية العربية للبحرين، بحضور المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
وتطرقت إلى الجهود النوعية التي قادتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، من خلال حراك واسع تزامن مع انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم قبل عقدين، وحضور ميداني فاعل قادته سموها، ومبادرات خلاقة، شكلت جميعها بيئة خصبة، تنامت من خلالها تطلعات المرأة البحرينية حتى باتت ركنًا أساسيًا من أركان العملية التنموية في البحرين، وشكل حضورها المؤثر علامة فارقة في التقدم الديمقراطي الذي تشهده المملكة.
وأشارت رئيسة مجلس النواب إلى أن المرأة البحرينية سجلت حضورًا متصاعدًا في السلطة التشريعية، حتى باتت تمثل اليوم 19% من مجمل المقاعد في مجلس الشورى والنواب، منها تبوء أول امرأة مقعد رئاسة مجلس النواب عن طريق ممارسة انتخابية حرة وعبر صناديق الاقتراع، مؤكدة أن واحدة من الدروس الهامة التي أثبتت التجربة جدواها، ما أكدته سيدة البحرين الأولى سمو الأمير سبيكة بنت إبراهيم حفظها الله، بالإصرار على استبعاد فكرة الكوتا كنظام أساس يعتمد لدخول المرأة المعترك السياسي، والتأكيد على ضرورة اعتماد المرأة على ثقافتها وقدراتها لاستحقاق الفوز في خدمة مجتمعها ووطنها، الأمر الذي حفز المرأة استجماع قواها، وإبراز إمكانياتها، والتأكيد على تمكنها من إثبات دورها في تحقيق التقدم وإحراز النجاحات.
وأكدت أن العمل الوطني في مجال تعزيز دور المرأة اتسم بالحركية العملية، وانطلق من مبدأ التنافسية والعدالة وتكافؤ الفرص، وقام بجهود مؤسسية، والتحرك وفقًا لخطط واستراتيجيات نوعية، مؤكدة أن البحرين تمتلك اليوم بيوت خبرة لها تميزها وريادتها على مستوى العالم، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للمرأة، الذي يضم تحت مظلته قامات نسائية كفؤة، استطاعت أن تقدم مبادرات تركت أثرها في تعزيز حضور المرأة في المجتمع، وجعلها نموذجاً يحتذى به في العالم العربي. ومكن العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم المرأة من بلوغ أعلى المناصب بناء على كفاءتها، واستعرضت تجربتها الانتخابية، في ظل أجواء ديمقراطية مفتوحة.
من جانبهم أكد المسؤولون في مركز وودرو ولسون الدولي أن الاطلاع على تجربة البحرين، والمبادرات التي أطلقتها سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم حفظها الله، في مجال تمكين والنهوض بالمرأة جدير بالدراسة والبحث، لما يشكله من مصدر إلهام، لا للمرأة البحرينية وحسب، بل للمرأة في العالم.
ونوهوا إلى أن تصاعد حضور المرأة خلال 5 فصول تشريعية في العملية السياسية والبرلمانية، ووصولها إلى رئاسة مجلس النواب خلال تلك الفترة القصيرة، يعكس حجم الوعي المجتمعي، والجهود التي بذلت، للخلوص لهذه المخرجات المتميزة.
ونظم اللقاء خلال زيارة رسمية للوفد البرلماني للولايات المتحدة الأمريكية، من 12إلى 17 يونيو ، حضره سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة، والنائب عمار البناي، والنائب محمد العباسي، والنائب عمار قمبر، والنائب د.هشام العشيري.