أكّد معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة استمرار الجهود في تعزيز المنظومة الصحية ورفدها بكافة المقومات لتقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين والمقيمين، وذلك تماشياً مع الرؤى والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وبين معاليه بأن المنظومة الصحية تسعى إلى مواصلة سلسلة الإنجازات التي تحققت في القطاع بجهود الجميع، مثنياً على التنسيق المشترك بين القطاعات الصحية والتي تعمل على وضع الخطط وتطبيق الأنظمة والسياسات التي تتماشى مع تنفيذ أهداف الخطة الوطنية للصحة.
وأكد معالي رئيس المجلس الأعلى للصحة أهمية تكثيف الجهود للاستمرار في تطبيق المشاريع المندرجة تحت مظلة برنامج الضمان الصحي الوطني (صحتي).
جاء ذلك خلال تفضّل معاليه برعاية حفل تدشين بطاقة “صحتي”، وذلك بمركز حالة بوماهر الصحي بمنطقة المحرق، وبحضور سعادة الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن وزيرة الصحة، والدكتور محمد عبدالوهاب محمد رئيس مجلس أمناء مراكز الرعاية الصحية الأولية، وعدد من المسؤولين.
وقال معاليه إنّ تدشين بطاقة “صحتي” يأتي تماشياً مع تطبيق الضمان الصحي والتسيير الذاتي وذلك تنفيذاً للخطة الوطنية للصحة 2016- 2025، التي أقرها مجلس الوزراء الموقر، والتي تتوافق مع تنفيذ رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وبما يسهم في استدامة الخدمات الصحية وتقديمها بشكل تنافسي، مشيراً إلى أنه من المقرر أن يتم في هذه المرحلة توزيع بطاقات “صحتي” على المسجلين في المراكز الصحية التابعة لمحافظة المحرق، والتي يُطبّق فيها برنامج “اختر طبيك”، حيث سيتم توزيع البطاقات على المترددين بحسب كل مركز صحي بمحافظة المحرق، على أن يتم الانتقال لاحقاً إلى المراكز الصحية بالمحافظات الأخرى.
ومن جانبها أكدت وزيرة الصحة على الدور الكبير والمثمر الذي يقوم به المجلس الأعلى للصحة برئاسة معالي الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة في تحقيق التطلعات المرتبطة بالقطاع الصحي لا سيما من خلال تطبيق الضمان الصحي، منوهةً بأهمية المضي قدماً في تفعيل مجمل البرامج والخطوات الرامية لتعزيز القطاع الصحي بكفاءة، تنفيذاً للأهداف المنشودة بما يسهم في تقدم نظام صحي قوي ومستدام يحقق التغطية الصحية الشاملة للجميع وبما يواكب المعايير الصحية العالمية.
وأشادت الوزيرة بتدشين بطاقة “صحتي”، مؤكدةً بأن هذه الخطوة تهدف إلى تطوير الهيكل المؤسسي للنظام الصحي، ليمتاز بمزيد من التنافسية والجودة العالية، لافتةً إلى أنّ هذا البرنامج يتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية المرتبطة بالرعاية الصحية الأولية، وستؤدي بمشيئة الله إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة.
وبعد ذلك، تم توزيع بطاقات “صحتي” على عدد من المراجعين لمركز حالة بوماهر الصحي، ومن ثم قام المسؤولون بجولة تفقدية لأقسام المركز وذلك للوقوف على مستجدات سير العمل بمختلف الأقسام الطبية.
ومن مزايا بطاقة “صحتي” الحصول على الخدمات الصحية الأساسية المنطوية تحت مظلة الضمان الصحي، والسماح لجميع مقدمي الخدمات الصحية بالدخول على الملف الصحي لحاملي البطاقة بخصوصية، إلى جانب التعريف بطبيب العائلة الخاص بحامل البطاقة.
الجدير بالذكر أن هذا المشروع الرائد يهدف لتحسين جودة الخدمات الصحية بالمراكز الصحية، إذ سيكون لكل مريض طبيب مخصص للدخول عليه، حيث أنه سيتم زيارة نفس الطبيب وبالتالي يمكن للطبيب متابعة المريض بشكل متواصل والإلمام بالمشاكل الصحية والعائلية والاجتماعية له، وطبيب العائلة هو الطبيب المعني بصحة جميع أفراد العائلة.
وقد تم وضع البرنامج المتميز بهدف إيجاد تواصل بين الطبيب والمريض لاستعراض النتائج الطبية مثل (الأشعة والمختبر)، والتذكير بمواعيد الحالات المزمنة والفحوصات الوقائية وتقديم الإرشادات الصحية اللازمة للحالات المرضية المختلفة. إلى ذلك ستكون من مسؤوليات طبيب العائلة الحرص على تحسين جودة الخدمة المقدمة للمرضى المدرجين في قائمته، وسوف يقدم طبيب العائلة من خلال البرنامج نوعان من الخدمات، خدمات علاجية وهي علاج الحالات المزمنة، علاج الحالات العادية، علاج الحالات الطارئة والحادة، كذلك متابعة المريض الذي تتطلب حالته المتابعة أو التحويل للرعاية الثانوية عند الحاجة. أما النوع الآخر سيكون الخدمات الوقائية والمتمثلة في تقديم الفحوصات الطبية المختلفة كفحص اللياقة للعمل، وفحص المدارس، وفحص قبل الزواج، وفحص ما بعد الولادة، والكشف المبكر عن بعض الأورام السرطانية بالإضافة للفحوصات الخاصة بالأمراض المزمنة كفحص السكر وقياس ضغط الدم وفحص الكوليسترول وبعض الفحوصات التي لها علاقة بالعمر والحالة الصحية.
كما سيتم توفير العلاج لبقية أفراد العائلة في حالة وجود مرض معدي، ويقوم طبيب العائلة بتقديم جميع الخدمات المتوفرة في المركز الصحي، كما تم تقسيم الأطباء إلى فرق تضم مجموعة من الأطباء والممرضين لتقديم الخدمة على أكمل وجه، وسيعمل برنامج اختر طبيبك على تحسين الخدمات الوقائية من متابعة الطبيب للمريض بناء على المستجدات والمعايير العالمية، وتعريفه بالخدمات المقدمة له على حسب العمر كفحص البروستاتا للرجال فوق الخمسين، وفحص الثدي (الماموجرام) للنساء فوق الأربعين.