أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة، كاترين كولونا، اليوم الثلاثاء، أنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع قبل أن تنغلق نافذة الفرصة أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأضافت في حديث للمشرعين أن الوضع لم يعد محتملا، واتهمت طهران باستخدام أساليب المماطلة والتراجع عن المواقف المتفق عليها سابقا خلال المحادثات في الدوحة في وقت سابق من هذا الشهر، بينما تمضي قدما في برنامجها النووي.
الفرصة مفتوحة لأسابيع
وكرر مسؤولون غربيون منذ فبراير/ شباط أن المحادثات بين القوى العالمية وإيران ليس أمامها إلا أسابيع قليلة.
تأتي التصريحات الفرنسية في الوقت الذي تزعم فيه طهران أن السياسة التي تعتمدها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “تعارض” رغبته المعلنة بإحياء الاتفاق النووي.
فقد رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الثلاثاء، أن “تأكيد بايدن على اتباع وممارسة سياسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي ضد إيران يتعارض مع تعبيره عن رغبة هذا البلد في إحياء الاتفاق النووي”.
أضرار جسيمة
وأشار كنعاني إلى أن “الحكومة الأميركية السابقة، بانسحابها الأحادي من الاتفاق النووي، تسببت بالفعل في إلحاق أضرار جسيمة باستراتيجية الدبلوماسية متعددة الطرف لحل الخلافات”، وأن الإدارة الحالية “تتبع النهج نفسه مع استمرار ممارسة الضغوط الاقتصادية وسياسة فرض الحظر على إيران”، على حد تعبيره.
كما رأى أن “منطقة الشرق الأوسط لن تكون أكثر أمنا واستقرارا إلا من خلال قيام أميركا بإنهاء سياستها في خلق الانقسام بين دول المنطقة”، مضيفا “طالما لم تصحح الولايات المتحدة سياساتها الخاطئة والمسببة للأزمات، فإنها المسؤولة الرئيسية عن عدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا”.
يشار إلى أن اتفاق 2015 أتاح رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على إيران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحاديا منه في 2018.
وأعاد ترمب فرض عقوبات قاسية على طهران في إطار سياسة “ضغوط قصوى” اعتمدها حيال طهران.
محادثات دون نتيجة
وأبدى بايدن نيته إعادة واشنطن إلى متن الاتفاق، بشرط عودة طهران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه، والتي بدأت التراجع عنها اعتبارا من عام 2019.
فيما أجرت إيران وأطراف الاتفاق (روسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين وألمانيا)، مباحثات في فيينا اعتبارا من نيسان/أبريل 2021، شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
ورغم تحقيق تقدم كبير، فقد تعثرت المباحثات اعتبارا من آذار/مارس الماضي مع تبقي نقاط تباين بين الطرفين الأساسيين واشنطن وطهران.
كما أجرى الجانبان في أواخر حزيران/يونيو، مباحثات غير مباشرة في الدوحة بتسهيل من الاتحاد الأوروبي، انتهت دون تحقيق اختراق.
العربية نت