أكد الدكتور محمد مبارك بن أحمد المدير العام لشؤون المدارس رئيس لجنة وكلاء التعليم بوزارة التربية والتعليم، أن التعليم ركيزة أساسية لتقدم المجتمعات ونهضتها، ويعد توفير نظام تعليمي متقدم أولوية دائمة لما يمثله من مرتكز رئيسي من مرتكزات الأولويات الحكومية لتحقيق توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بتعزيز وإثراء المسيرة التعليمية ومواصلة الارتقاء بمخرجات التعليم، وتنفيذ التوجيهات المستمرة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي حول الاستعدادات الخاصة بالعودة إلى المدارس للعام الدراسي 2022 – 2023، والذي عقده الدكتور محمد مبارك بن أحمد، والأستاذة نوال إبراهيم الخاطر وكيل وزارة التربية والتعليم للسياسات والاستراتيجيات والأداء، بحضور عدد من الوكلاء المساعدين والمستشارين ومديري إدارات العمليات التعليمية.
وأشاد المدير العام لشؤون المدارس بالتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وأمر صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بإقامة يوم تعريفي بكافة المدارس الحكومية لأولياء الأمور يقدم فيه أعضاء الهيئات التعليمية والإدارية بالمدارس الحكومية شرحا عن العام الدراسي الجديد، والاستعدادات لتوفير بيئة تعليمية تحفز على التفوق والتميز في المدارس الحكومية وتسليم أولياء الأمور ملفا يحتوي على كافة المعلومات والتعليمات والإرشادات المتعلقة بانسيابية العملية التعليمية وتعزيز مخرجاتها خلال العام الدراسي الجديد، وقسيمة مالية تسهم في توفير الحقيبة المدرسية ومستلزماتها الأساسية، وذلك استعدادا لعودة الطلبة الى المدارس حضوريا بعد فترة الدراسة عن بعد ولتخفيف الآثار المترتبة من ذلك على أولياء الأمور.
وقال إن الوزارة حددت فترة إقامة اليوم التعريفي في جميع المدارس الحكومية اعتبارا من 4 سبتمبر وحتى 6 سبتمبر 2022، بهدف تهيئة أولياء الأمور وتعريفهم بأهم محطات العام الدراسي، وتسليمهم ملفات الطلبة، والتي سوف تتضمن معلومات مهمة حول العام الدراسي، وبطاقات تعريفية، ونموذج الجدول الدراسي، والقسيمة المالية، والتقويم الأكاديمي، مشيرا إلى أن إقامة اليوم التعريفي، وإعداد ملف لكل طالب يسلم إلى ولي أمره يعزز إعادة مد الجسور بين المؤسسات المدرسية والطلبة وأولياء أمورهم، ويعتبر تهيئة مهمة لبدء العام الدراسي، بما يدعم التواصل المستمر والمباشر بين المدرسة وأولياء الأمور، مؤكدا أنه حتى في حال عدم تمكن أي ولي أمر من حضور اليوم التعريفي خلال الفترات المعلنة، فإنه بإمكانه مراجعة المدرسة في فترات لاحقة للحصول على ملف الطالب وطلب أي دعم من الإدارة المدرسية.
وأفاد بأن العام الجديد سوف يشهد عودة أكثر من 147 ألف طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة في جميع المدارس الحكومية، بالإضافة إلى عودة أكثر من 84 ألف طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة في المدارس الخاصة، لافتا إلى عدد مؤسسات التعليم بمملكة البحرين والتي تبلغ 250 مؤسسة للتعليم المبكر (مستقلة) و210 مدرسة حكومية و79 مدرسة خاصة.
وفيما يتعلق بالاستعدادات التعليمية لبدء العام الدراسي، بين المدير العام لشؤون المدارس أنها بدأت بترقية 3176 موظفا من منتسبي المؤسسات المدرسية، وهو ما يؤكد اهتمام الوزارة بتنمية كوادرها وتطورهم الوظيفي، من خلال المراجعة المستمرة لمعايير الترقي الوظيفي.
وأضاف أن الوزارة قامت بتثبيت 89 مدير مدرسة، مع تحويل جميع مديري ومديرات المدارس إلى سلم الدرجات التنفيذية، فضلا عن انتداب 12 مديرا ومديرة مدرسة و9 مديرين مساعدين ومديرات مساعدات بعد اجتيازهم عمليات التقييم المتقدمة التي قامت الوزارة بتنفيذها هذا العام، وتم أيضا تثبيت 252 مديرا مساعدا، وعدد آخر من رؤساء ومنسقي الشؤون المالية والإدارية.
وأشار الدكتور محمد مبارك بن أحمد إلى أن هذا العام الدراسي قد شهد تكليف 11 رئيسا للمدارس، في ضوء تنفيذ الهيكل المؤسسي الجديد لوزارة التربية والتعليم، وهم من خيرة الكفاءات التعليمية الذين تم اختيارهم وفق معايير محددة لضمان جودة أداء متابعة المدارس، حيث سيتولون الإشراف على عدد من المدارس وفق الأنظمة الداخلية المعتمدة، بهدف تقديم الدعم والمساندة لها والعمل على تطوير أدائها.
وفي نفس السياق، بين المدير العام لشؤون المدارس أنه كجزء من توفير الكوادر التعليمية المهيئة والمدربة، تم هذا العام توظيف أكبر دفعة من خريجي كلية البحرين للمعلمين والبالغ عددهم 274 خريجا، حيث سيباشرون عملهم في المدارس الحكومية اعتبارا من الأول من سبتمبر، مؤكدا أنهم سيشكلون إضافة نوعية لجميع المدارس التي سيلتحقون بها، وسيسهمون في الانطلاقة المدرسية بروح متجددة وطرائق تدريس عصرية، وسيكون لهم دور بارز في وضع البرامج الفعالة والمبتكرة في التدريس بخاصة لطلبة الحلقتين الأولى والثانية، لاسيما بعد جائحة فيروس كورونا “كوفيد-19”.
وحول الأنشطة المدرسية، أكد الدكتور محمد مبارك بن أحمد أن هذا العام الدراسي سوف يتميز بتنفيذ عدد كبير من الأنشطة المدرسية على مختلف أنواعها، وستقام بطولة ناصر بن حمد للمدارس الثانوية لكرة القدم، برعاية كريمة ودائمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك المعظم للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وبطولة مدارس البحرين للشطرنج تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، بما يشكله ذلك من تحفيز وتشجيع ودعم للطلبة في المدارس الحكومية والخاصة على المشاركة والانخراط في الفعاليات الرياضية المدرسية، فضلا عن تنفيذ عدد كبير من الفعاليات والأنشطة والمسابقات العلمية والثقافية والرياضية والذهنية والإلكترونية وغيرها، والتي من شأنها جعل العام الدراسي الجديد حافلا بالمناسبات الترفيهية والممتعة للطلبة.
بدورها، تحدثت الأستاذة نوال إبراهيم الخاطر وكيل وزارة التربية والتعليم للسياسات والاستراتيجيات والأداء، عن الاستعدادات اللوجستية، وقالت إن الفرق المختصة بوزارة التربية والتعليم تعمل بشكل متواصل على تأمين العودة المدرسية بكل سهولة ويسر، وتم خلال هذا العام الدراسي افتتاح مدرسة الازدهار الابتدائية للبنات بطاقة استيعابية تتجاوز 1100 طالبة، وستسهم هذه المدرسة في تخفيف الضغط الحاصل على المدارس الأخرى بمدينة حمد، كما سيكون لها دور في دعم التحصيل العلمي للطلبة، من خلال ما تتمتع به من مرافق تعليمية متطورة تشمل الفصول الدراسية ومختبرات العلوم والحاسوب وغرف الإرشاد الاجتماعي، فضلا عن الملاعب الداخلية والخارجية، وغير ذلك.
وبينت الأستاذة نوال الخاطر أنه سيجري خلال هذا العام الدراسي إعادة تشغيل مدرسة المنامة الثانوية للبنات بعد الانتهاء من أعمال الصيانة الخاصة بها مع الحفاظ على طرازها المعماري التاريخي، فضلا عن تغيير خطة تشغيل مدرستي المنهل الابتدائية للبنين ومدرسة البلاد القديم الابتدائية الإعدادية للبنين.
وحول عمليات الصيانة، أشارت الأستاذة نوال الخاطر إلى أن برنامج الصيانة الشاملة المنفذ من قبل وزارة الأشغال شمل 40 مدرسة حكومية، في حين تقوم وزارة التربية والتعليم بعمل الصيانة الوقائية اللازمة لعدد 160 مدرسة حكومية، بهدف تهيئتها لاستقبال العام الدراسي، حيث يشمل ذلك تنفيذ الأعمال والتركيبات الكهربائية، والأعمال الميكانيكية، وصيانة أو استبدال وحدات التكييف، فضلا عن التمديدات الصحية، وغيرها.
وفي السياق نفسه، كشفت وكيل الوزارة عن انتهاء كافة عمليات تسليم الكتب الدراسية إلى المدارس، والتي ستقوم بدورها بتوزيع الكتب على جميع الطلبة، حيث ستوفر وزارة التربية والتعليم أكثر من مليوني كتاب مطبوع، فضلا عن النسخ الرقمية المتوفرة على موقع الوزارة والبوابة التعليمية لمن يرغب في الاستعانة بها.
وفيما يخص خدمات المواصلات، أكدت الأستاذة الخاطر أن وزارة التربية والتعليم مستمرة في تقديم هذه الخدمة المجانية لجميع الطلبة، حيث تعمل على تسيير أكثر من 700 حافلة مدرسية تخدم أكثر من 41 ألف طالب في جميع مناطق البحرين بما فيها المناطق التي شهدت مشاريع إسكانية وعمرانية جديدة، فضلا عن تسيير حافلات خاصة لنقل الطلبة من ذوي الهمم والإعاقة الذهنية ومتلازمة داون، علاوة على ذلك فقد حرصت الوزارة على التنسيق مع 18 شركة متخصصة لتنظيف المدارس.
وذكرت الخاطر أن تطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات يعتبر من الأولويات الهامة التي حرصت الوزارة عليها، حيث تم تطوير خدمات البوابة التعليمية، ومشروع التشبيك اللاسلكي في المدارس، وتطوير منصة التعليم كبيئة داعمة لمتخذي القرار وتوفير البيانات، بالإضافة إلى استحداث خدمات إلكترونية والأدوات الرقمية ضمن برنامج التمكين الرقمي في التعليم.
كما تطرقت الأستاذة نوال إبراهيم الخاطر إلى تطوير قطاع التعليم المبكر، الذي تم وضعه تحت الإشراف الكامل لوزارة التربية والتعليم كجهة تنظيمية لهذا القطاع بما في ذلك دور الحضانة، وبينت بأن مشروع تطوير الهيكل المؤسسي لوزارة التربية والتعليم يركز على تعزيز دور قطاع التعليم المبكر، من خلال وضع إطار تنظيمي موحد لجميع المؤسسات، والعمل على الانتهاء من الإطار الوطني المطور لمناهج التعليم المبكر، وتطوير جودة أداء دور الحضانة ورياض الأطفال من خلال إدراجها ضمن مراجعات هيئة جودة التعليم والتدريب، والعمل على رفع نسبة الالتحاق بمؤسسات التعليم المبكر من خلال رفع الوعي وتقديم الدعم اللازم، فضلا عن وضع واعتماد دليل الإجراءات التنظيمية لمؤسسات التعليم المبكر.