ألقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه كلمة الى القمة العربية في دورتها العادية الثانية والثلاثين التي بدأت أعمالها في المملكة العربية السعودية اليوم، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس القمة العربية،
أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
على بركة الله، نجتمع اليوم في ضيافة أخينا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، لنجدد العزم ولنواصل مسيرة العمل العربي المشترك، بإرادة حرة وتصميم ذاتي وبروح التضامن الجماعي المخلص، كي نؤسس للاستقرار والرخاء والوئام الذي لا بد أن تنعم به شعوبنا، وسبيلنا لتحقيق ذلك، نهج السلام العادل والشامل، وهو نهج لا بديل له، لمعالجة كافة القضايا العالقة لضمان الأمن والاستقرار والمصالح الحيوية لازدهار دول المنطقة، دون استثناء.
ونرحب، أشد الترحيب، بالمساعي العربية الجادة التي نجد فيها بوادر مبشرة لبلورة نظام إقليمي متجدد ومتوازن، والمتمثلة في: استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، واستمرار الهدنة الإنسانية في اليمن والجهود الجادة لحل أزمتها، والعود الحميد للشقيقة سوريا إلى بيت العرب الكبير.
ونؤكد على هذا الصعيد، ضرورة وقف الاشتباكات المسلحة في السودان وعودة أمنه واستقراره وحفظ حقوقه المشروعة إلى جانب حقوق الشقيقة مصر في مياه النيل، وبالعمل على استكمال مسيرة السلام للوصول لحل عادل للقضية الفلسطينية، وهو حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية، وبما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
أيها الأشقاء، إن أمتنا العربية، بتاريخها العريق وقيمها الدينية والإنسانية والحضارية، وما تتمتع به من ثروات بشرية وكفاءات مبدعة، وموقع استراتيجي مميز وموارد طبيعية متنوعة، لهي قادرة على النهوض والتقدم لمواكبة حركة العصر عبـر تعزيز التكامل العربي، وبتجديد شراكاتها الاستراتيجية، مع الدول الحليفة والصديقة، القائمة على حفظ المصالح المشتركة، وبرؤية توافقية وسياسات أكثر فاعلية، للتصدي للإرهاب ووقف الحروب وتهديدات أسلحة الدمار الشامل، وصولاً لمنطقة مستقرة تزدهر في محيطها قيم التعايش الإنساني والتقارب الديني والحضاري.
ومن هنا، فإننا نعرب عن خالص تمنياتنا بأن تنجح جهودنا المشتركة في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، لعودة الأمن والسلم لشعوب البلدين والدول المجاورة، وليستعيد العالم عافيته الاقتصادية والبيئية التي تنهكها آلة الحرب.
كما ويحدونا الأمل، بأن يحالف التوفيق والنجاح أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، الذي سيقام على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في نهاية العام الجاري، بإذن الله.
وإننا إذ نشكر كل من أخينا خادم الحرمين الشريفين، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على هذه الدعوة الكريمة، وعلى حُسنِ الضيافةِ وكرمِ الوفادة، نتوجه لهما بعظيم التقدير على ما تبذله المملكة العربية السعودية من جهود دبلوماسية فائقة الأهمية، ومبادرات إنسانية عظيمة التأثير والأثر لعودة أمن واستقرار دول المنطقة وحفظ سيادتها ووحدة مواقفها.
ولا يفوتنا كذلك، أن نتقدم بالشكر الجزيل إلى فخامة الرئيس عبد المجيد تبون على إسهاماته الطيبة في تعزيز العمل العربي المشترك لدى ترؤس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أعمال القمة الحادية والثلاثين، وأن نعرب عن خالص الامتنان لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وجميع منتسبي الأمانة العامة على حسن الإعداد والتحضير لأعمال هذا الاجتماع.
سائلين المولى عز وجل، أن تشهد أعمال هذه القمة المباركة كل توفيق ونجاح، تحقيقاً لما نصبو إليه من أهداف خيّرة تعود بالمنعة والرفعة لدولنا وشعوبها، كما يطيب لنا أن نعرب في ختام حديثنا، عن ترحيبنا بكم في بلدكم مملكة البحرين لاجتماعات القمة العربية المقبلة في 2024م ، بعون الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،