شارك سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وزير الخارجية، في الفعالية التي نظمتها البعثة الدائمة لدولة فلسطين في جنيف، اليوم، بشأن الحرب في غزة، بحضور عدد من أعضاء اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، وعدد من الوزراء المشاركين وممثلي الدول المشاركة في الفعاليات المنظمة بمناسبة احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الـ (75) للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وقد ألقى سعادة وزير الخارجية في الاجتماع كلمة أكد فيها أنه في ظل استمرار وتيرة الحرب الشرسة والمدمرة على قطاع غزة ومعاناة السكان المدنيين معاناة لا يمكن تصورها، والانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وكافة القيم والمبادئ الإنسانية بشكل يومي، بات على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده ويفي بمسؤولياته والتزاماته القانونية والأخلاقية للتدخل الفوري لوقف هذه الحرب الوحشية في قطاع غزة، ووضع حد نهائي لهذه المأساة الإنسانية المؤلمة التي تتكشف أمام مسمع ومرأى العالم أجمع.
وقال سعادته إن مملكة البحرين أكدت دائمًا وقوفها ومساندتها لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقف بثبات في دعوتها إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف جميع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتوفير الحماية للمدنيين الأبرياء والإفراج عن جميع الرهائن والمحتجزين، مشددًا على ضرورة وقف قتل الفلسطينيين جوعًا وعطشًا وبانعدام الدواء وانتشار الأوبئة.
وأضاف سعادة وزير الخارجية أن مملكة البحرين، وفي هذا المحفل الدولي، تطالب المجتمع الدولي بالتحرك السريع لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية فورًا، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وفتح الممرات الإنسانية وتسهيل تدفق المساعدات الحيوية، بما في ذلك الإمدادات الطبية والغذاء والماء والوقود والكهرباء إلى أهالي قطاع غزة دون عوائق، ويجب على إسرائيل التوقف عن استهداف الأحياء السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية والاجتماعية ودور العبادة والبنى التحتية الحيوية، كما يجب أن تتوقف محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من مساكنهم وأرضهم، احترامًا للمنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
وقال سعادة وزير الخارجية إن مملكة البحرين تؤكد أن الأمن والاستقرار الدائمين في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فلابد من إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشددًا على أن حل الدولتين الذي أقرته الشرعية الدولية، يمهد الطريق أمام سلام عادل وشامل يحقق الإستقرار المستدام لشعوب المنطقة.
ودعا سعادة وزير الخارجية إلى توحيد جهود المجتمع الدولي التزامًا بالعدالة والكرامة الإنسانية، وإلى اتخاذ إجراءات إنسانية جريئة لإنهاء المعاناة في قطاع غزة بشكل فوري، مشيرًا إلى أن شعوب العالم تتطلع إلى أن يرتقي المجتمع الدولي إلى مستوى الحدث، مؤكدًا أن المجتمع الدولي لديه القدرة على تحقيق مستقبل أكثر اشراقًا وسلامًا للشعب الفلسطيني والشرق الأوسط بأكمله.