تحتفي مملكة البحرين باليوم العالمي للعمل الخيري في الخامس من سبتمبر من كل عام، في ظل تمسكها بثوابتها التاريخية والدينية والإنسانية النبيلة المعززة لقيم العطاء والتراحم والتكافل الاجتماعي، واعتزازها بإنجازاتها الرائدة في دعم العمل الخيري وصون الحقوق والكرامة الإنسانية للجميع في ظل النهج الإنساني الحكيم لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أيده الله.
وجاء الاحتفاء بهذا اليوم العالمي مغايرًا ومميزًا في ظل تزامنه مع تقديم مملكة البحرين شحنة مساعدات إنسانية إغاثية ودوائية وغذائية عاجلة إلى أفغانستان بتوجيهات ملكية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وبدعم من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وإشراف من المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وذلك في إطار حرص المملكة الدائم على مد يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء وإغاثة المنكوبين، إيمانًا بالكرامة الإنسانية المتأصلة لجميع البشر، واعترافًا بقيمة الخير والعطاء في ترسيخ السلام وتعزيز التفاهم والاحترام المتبادل بين جميع الشعوب والحضارات.
وتمكنت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية خلال السنوات الماضية من تقديم أكثر من 40 مبادرة لإغاثة المتضررين من الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية، تمثلت في منح تبرعات وهبات ومساعدات إغاثية دوائية وغذائية، وإقامة مشاريع تنموية في العديد من الدول الشقيقة والصديقة، ودعمها لجهود الإغاثة وعمليات الإجلاء من أفغانستان، إلى جانب المبادرات الملكية السامية المحفزة للعمل الإنساني الدولي، والتي تعززت بإطلاق “جائزة عيسى لخدمة الإنسانية”، والعديد من الجوائز الداعمة للعمل التطوعي والتنمية المستدامة.
ويمثل هذا البعد الدولي للعمل الإنساني امتدادًا لثقافة العمل الخيري والتطوعي التي تميز المجتمع البحريني، وعملت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، منذ تأسيسها قبل عقدين، في كفالة أكثر من 11 ألف يتيم وأرملة ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم المساعدات التعليمية والرعاية الصحية ودعم إنشاء وتنمية المشاريع الاجتماعية والخيرية، وإطلاق حملتها الوطنية “فينا خير” في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا، وجمعها تبرعات بقيمة 100 مليون دولار، وتخصيصها لدعم أصحاب المشاريع متناهية الصغر والأسر البحرينية وتوفير أجهزة الحاسب الآلي للتعليم عن بُعد، وتوزيع السلال الغذائية والأدوية والكمامات.
وواصلت الحكومة الموقرة ممثلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية جهودها في تقديم برامج الدعم المالي لمحدودي الدخل والضمان الاجتماعي، والعمل على تمكينهم اقتصاديًا حيث فاز “برنامج خطوة للمشروعات المنزلية” بجائزة التميز الحكومي العربي لعام 2020 كأفضل برنامج لتنمية المجتمع، بعد إسهامه على مدى عشر سنوات في حصول 954 أسرة على ترخيص العمل من المنزل وتحول 48 أسرة إلى رواد أعمال.
وتحتفي مملكة البحرين، باليوم الدولي للعمل الخيري، بسجل مشرف في تأصيل قيم الخير والتكافل الاجتماعي داخل البلاد وخارجها، والذي توج بحصولها على المركز الأول عربيًا والثاني عشر عالميًا بمؤشر العطاء للعام 2021 وفقا لتقرير مؤسسة “كاف” العالمية بالمملكة المتحدة، واستحقاق جلالة الملك لجائزة الريادة العالمية في مجال رعاية الأيتام من منظمة التعاون الإسلامي 2017، ونيل سمو الشيخ ناصر بن حمد جائزة “شخصية العام القيادية الفخرية في مجال المنح” من المركز الأممي لخدمات المانحين لعام 2020، ومنح المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية جائزة أفضل مؤسسة خيرية عربية من الاتحاد الدولي للمنجزين العرب بالقاهرة، وجائزة الأمير محمد بن فهد لأفضل أداء خيري “نحو مستقبل أفضل للعمل الخيري المؤسسي في الوطن العربي” لعام 2020، وغيرها من أوجه التقدير والإشادة بمملكة العطاء والإنسانية.