وقع المجلس الأعلى للمرأة صباح اليوم على اتفاقية عمل مع مركز وودرو ويلسون البحثي في الولايات المتحدة الأمريكية تنص بشكل أساسي على تبادل الخبرات والدراسات والتقارير وعقد المنتديات المتخصصة ذات العلاقة بالمرأة، وذلك في إطار اهتمام المركز بقضايا المرأة حول العالم، حيث يعتبر من المراكز البحثية ذات الاستقلالية ومرجعاً موثوقاً لدوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وحول العالم.
وأوضحت الأستاذة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة بأن الطرفين وبموجب هذه الاتفاقية سيعملان على تنفيذ سلسلة من النقاشات لتسليط الضوء على قضايا المرأة البحرينية ودول المنطقة ضمن المقالات والمدونات وإصدارات المركز.
كما تشمل الاتفاقية مجالات التعاون بين الجانبين في تنفيذ الجزء الثاني من المشروع البحثي الخاص بـ ” القدرة على القيادة: المرأة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” ، الذي يعد ضمن أبرز إصدارات المركز الهادفة إلى تشخيص وتحليل واقع تمكين المرأة ضمن النطاق الجغرافي للتقرير.
وبناء على هذا التعاون ستتيح مملكة البحرين للمركز المعلومات والبيانات لإعداد دراسة حالة عن جانب من جوانب تمكين المرأة في مملكة البحرين، ضمن ما سيتضمنه التقرير من مقارنات لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بالإضافة إلى ما سيوفره هذا التعاون من فرصة لتبادل الخبرة النوعية في مجال تقديم المقارنات والمقاربات بين التجارب الدولي، والعمل بشكل مشترك على طرح منهجيات علمية أكثر واقعية لقياس تقدم المرأة وارتباط ذلك بمؤشرات التنمية والتنافسية الاقتصادية وانعكاس ذلك في محصلته النهائية على الاستقرار الاجتماعي ورفع مستويات التعايش السلمي.
وأعربت الأنصاري عن تطلعها بأن تكون هذه الاتفاقية بداية لعلاقة مثمرة وطويلة الأمد مع مركز ويلسون بما تمثله من منصة عمل جديدة تهتم بمضمون التجربة البحرينية وتُعرف بها بصورة علمية وواقعية لصناع القرار والمهتمين بهذا الشأن.
من جانبه أشار الرئيس التنفيذي لمركز ويلسون السفير مارك جرين إلى أن الاتفاقية مع المجلس الأعلى للمرأة ستساعد المركز على التعرف عن كثب على التجربة البحرينية المتقدمة في مجال تقدم المرأة، واصفاً هذه التجربة بأنها متقدمة على مستوى الشرق الأوسط، وقال: “البحرين حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية، وهناك الكثير من التطورات الإيجابية التي تجري في هذا البلد، بما في ذلك التقدم المحرز على صعيد المرأة، ونحن حريصون على التعريف بهذا التقدم خاصة في العاصمة الأمريكية واشنطن”.
ونوه السيد جرين بمساهمة عمل المجلس الأعلى للمرأة في النهوض بمشاركة المرأة بشكل كبير خاصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مؤكداً أن البحرين لم تنجح فقط في سد الفجوة بين الجنسين في مجال التعليم، ولكن بدعم من المجلس استطاع كذلك تعزيز مشاركتها في سوق العمل لترتفع النسبة من 30% في التسعينيات إلى أكثر من 45% في السنوات الأخيرة.
وأضاف السيد جرين: “نرى المزيد من النساء البحرينيات يحضرن بقوة في القطاعين العام والخاص، ولدى البحرين تقارير نوعية للتوازن بين الجنسين، وهناك الكثير من الأمور التي تجعل البحرين متميزة في مجال المرأة على مستوى الشرق الأوسط”، وتابع أن البحرين تسير في رحلة متواصلة لدعم نسائها مثلها مثل بقية دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، وهي رحلة اجتازت من خلالها الكثير من المحطات المهمة، وشكَّلت تجربة ثرية جديرة بالتعميم على مستوى المنطقة.
فيما تحدثت السيدة ميريسا كورما مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون عن بعض التفاصيل المتعلقة بالتعاون البحثي المشترك مع المجلس الأعلى للمرأة، وذلك في إطار تعاون المركز مع منطقة الشرق الأوسط ضمن برامج ومجالات مختلفة من بينها ما يرتبط بموضوعات المرأة بشكل مباشر وغير مباشر مثل مبادرة نساء الشرق الأوسط لتعزيز تمكين المرأة في المنطقة من خلال حوار مفتوح وشامل مع القيادات النسائية في الشرق الأوسط، ومبادرة تنمية القوى العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتقييم التحديات الحالية والمتوقعة التي تواجه المنطقة في تطوير القوى العاملة بما فيها المرأة والآثار المترتبة على السلام والاستقرار.