استقبل فخامة الرئيس قيس سعيّد رئيس جمهورية تونس الشقيقة ، اليوم بالقصر الرئاسي في قرطاج ، أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب ، بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب.
ورحب فخامة الرئيس التونسي بوزراء الداخلية العرب ، منوها إلى أهمية هذه الاجتماعات في تعزيز التعاون الأمني العربي المشترك ، معربا عن أمله في أن تكلل بالتوفيق والنجاح.
وقد ترأس الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية ، وفد مملكة البحرين المشارك في الاجتماع ، والذي عقد اليوم برئاسة معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية في سلطنة عمان الشقيقة ، والذي تسلّم رئاسة الدورة من معالي الفريق أول ركن/عثمان علي فرهود الغانمي وزير الداخلية في جمهورية العراق ، رئيس الدورة السابقة.
وبدأ الاجتماع ، بكلمة صاحبة المعالي السيدة نجلاء بودن رمضان رئيس الحكومة في الجمهورية التونسية الشقيقة ، أعقبها كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الشقيقة ، الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ثم كلمة معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وقد أعرب مجلس وزراء الداخلية العرب ، عن شكره وتقديره لوزارة الداخلية البحرينية على دورها في تطوير المنظومة الإلكترونية للأمانة العامة للمجلس ، من خلال تدشين موقع إلكتروني متخصص للأجهزة المعنية بحقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية ، بما يسهم في تطوير مسيرة التعاون والتنسيق الأمني العربي. حيث قامت الوزارة بتصميم الموقع كأحد المبادرات التي وجه معالي وزير الداخلية بتطويرها ، انطلاقا من الحرص على تعزيز التعاون الأمني العربي ، كونه عاملا رئيسيا في مسيرة العمل المشترك.
بعد ذلك ، بدأت جلسة العمل ، حيث ألقى معالي وزير الداخلية ، كلمة مملكة البحرين ، وجاء فيها: يطيب لي ، بداية، أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى فخامة الرئيس قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة ، على تفضله بالرعاية الكريمة لافتتاح أعمال هذه الدورة، معبراً عن شكري لمعالي الأخ توفيق شرف الدين وزير الداخلية بالجهورية التونسية الشقيقة ، على ما لمسناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. كما أتوجه بالشكر لمعالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام للمجلس وكافة العاملين بالأمانة العامة ، على الجهود التنظيمية والتنسيقية الطيبة. أصحاب السمو والمعالي ، الحضور الكريم .. ونحن نحتفل بتدشين الموقع الالكتروني الخاص بحقوق الإنسان في الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ، فإنني أجدها مناسبة لأطلع مجلسكم الموقر على المشروع الإنساني الذي أنجزته مملكة البحرين للعقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة ، مؤكدا أن هذه المبادرة الإنسانية الحضارية ، تمت بفضل الرؤى الملكية السامية من لدن ، سيدي ، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله. مؤكدا أن الهدف من هذه المبادرة الإنسانية ، هو إصلاح المحكومين وتأهيلهم وإعطاؤهم فرصة لتصحيح سلوكهم من أجل إعادة دمجهم في المجتمع ، وإننا على استعداد في وزارة الداخلية للتواصل مع كافة أعضاء المجلس ،واطلاعهم على تفاصيل التجربة ونتائجها . أصحاب السمو والمعالي ، الحضور الكريم .. إن مرور ما يزيد عن 40 عاماً من التعاون الأمني منذ تأسيس مجلس وزراء الداخلية العرب، لهو دليل راسخ على صدق الإرادة والتعاون والتضامن والثبات على دعم مسيرة التعاون الأمني العربي المشترك وتحقيق أهداف الرسالة الأمنية النبيلة لهذا المجلس من أجل الحفاظ على الأمن والنظام العام. ولعلها مناسبة طيبة، لأستذكر فيها، مناقب المغفور له، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، حيث رعى هذا المجلس ، منذ بداياته ، وقدم له كل الدعم والمساندة ، وقد حرص سموه، واخوانه الوزراء، على استمرار انعقاد هذا المجلس في مختلف الظروف. وكما تعلمون ، أيها الإخوة ، فإن الجرائم الحديثة والجرائم العابرة للحدود ، أصبحت أكثر انتشارا ، وتنوعت أساليبها مثل الجرائم الالكترونية والرقمية ، وذلك من خلال ما توفره تقنية الاتصالات الحديثة ، الأمر الذي يفرض علينا مواكبة هذه التحديات ، بمنهجية أمنية عصرية ، تستوجب تخطي العقبات والحواجز السياسية من أجل تحقيق الاحتواء اللازم وتقليص المساحة الإجرامية لمكافحة انتقال الجريمة، وذلك من خلال استغلال التقنيات الحديثة وربط مراكز العمليات الأمنية لتبادل المعلومات الأمنية الأساسية ، في إطار مشترك ، ليتمكن المختصون من الاطلاع على ملامح الموقف الأمني المشترك ، بصورة فورية ومستمرة ، الأمر الذي يسهم في تطوير المنظومات الأمنية العربية وتعزيز قدراتها في مواجهة كافة المخاطر والتحديات الأمنية. وفي هذا الإطار، فإن الحفاظ على الأمن العربي وتقوية مرتكزاته، يبدأ بتعزيز التزام الدول الأعضاء بأمن بعضها ، وألا يتم استغلال أراضيها في التدخل بالشئون الداخلية للدول الأخرى ، مؤكداً في هذا الشأن تمسكنا بهذا المجلس الأمني العربي ، وأهمية تفعيل أدواته الأمنية والإجراءات الصادرة عنه من أجل تعزيز أمن المواطن والمقيم في دولنا. أصحاب السمو والمعالي ، الحضور الكريم … في ختام كلمتي ، يطيب لي أن أشيد بنتائج الاجتماعات التي عقدتها فرق العمل المعنية ، والجهود الأمنية العربية المشتركة من أجل تعزيز قدراتنا الأمنية في مواجهة التحديات ، متمنياً لاجتماعنا ، التوفيق والسداد لما فيه خير أمتنا وأمن شعوبها .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وقد بحث أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب ، عددا من الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال ومشاريع القرارات المقترحة بشأنها ، حيث اعتمد المجلس خطة مرحلية عاشرة للاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، وخطة مرحلية سادسة للاستراتيجية العربية للحماية المدنية وخطة مرحلية تاسعة للاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب للسنوات الثلاث المقبلة كما اعتمد المجلس التقرير المتعلق بأعمال الأمانة العامة بين دورتي المجلس السابقة والحالية وتوصيات المؤتمرات والاجتماعات التي نظمتها، ونتائج الاجتماعات المشتركة مع الهيئات العربية والدولية . كما ثـمن المجلس التعاون القائم بين الأمانة العامة للمجلس والوكالات الإقليمية والدولية، وأكد على أهمية تعزيزه لما من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة، مؤكدا أهمية النتائج التي أسفر عنها المؤتمر الأورو – عربي لأمن الحدود الذي انعقد في العاصمة الأردنية عمّان في ديسمبر 2021
في سياق متصل ، التقى الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ، حيث أشاد معاليه بعمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين ، والعمل على تعزيز آفاق التعاون الأمني في مختلف المجالات لحماية المصالح المشتركة والحفاظ على الأمن والاستقرار.
وتم خلال اللقاء ، بحث عدد من الموضوعات الأمنية المهمة ، في إطار تعزيز التعاون والتنسيق والبناء على ما تم تحقيقه في مسيرة التعاون الأمني بهدف الارتقاء بالأداء لمواجهة التحديات الأمنية والمتغيرات المتسارعة على الساحة الإقليمية والدولية.
كما التقى الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وأخيه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة . حيث أشاد معاليه بالعلاقات التاريخية والأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين والحرص المتبادل على تعزيز آفاق التعاون الأمني في مختلف المجالات ، معربا عن تقديره للمواقف الطيبة والمشرّفة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تجاه مملكة البحرين.
في ذات السياق ، التقى الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ، ومعالي السيد توفيق شرف الدين وزير الداخلية بالجمهورية التونسية الشقيقة ، حيث تم بحث عدد من الموضوعات والمسائل الأمنية ، مشيدا معاليه بالعلاقات الوثيقة التي تجمع مملكة البحرين وتونس الشقيقة .
كما التقى معالي وزير الداخلية ومعالي اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في جمهورية مصر العربية الشقيقة ، حيث تم خلال اللقاء ، بحث عدد من أوجه التعاون والتنسيق الأمني ، بالإضافة إلى الموضوعات والسبل الكفيلة بتطويرها خلال المرحلة المقبلة .
وفي ذات السياق ، اجتمع معالي وزير الداخلية ، ومعالي القاضي بسام مولوي وزير الداخلية والبلديات اللبناني ، حيث تم بحث عدد من المستجدات على الساحة الأمنية في إطار التعاون والتنسيق الأمني ، بالإضافة إلى مناقشة الموضوعات والسبل الكفيلة بدعم علاقات البلدين في المجال الأمني .
وضمن سلسلة اللقاءات ، التي عقدها الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية على هامش اجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس ، التقى معاليه ، ومعالي اللواء الركن إبراهيم علي حيدان وزير الداخلية اليمني.
وخلال اللقاء ، تم بحث الموضوعات التي تسهم في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين كما تم التطرق إلى عدد من القضايا والمسائل الأمنية ذات الصلة.
كما التقى معالي وزير الداخلية مع اللواء الدكتور أحمد ناصر الرئيسي رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الانتربول”. حيث هنأه معاليه على تولي هذا المنصب الدولي المهم.
وثمن معالي الوزير ، دور الانتربول في توحيد الجهود الدولية للتصدي للمخاطر الأمنية والعمل على تبادل الخبرات بين الأعضاء ، مشيدا بدور المنظمة في تعزيز تبادل المعلومات وتعزيز أفضل الممارسات بما يعزز التعاون في مجال مكافحة الجريمة والتصدي لها.
كما التقى الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ، معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث ثمن معاليه الدور التنسيقي للأمانة العامة في تطوير مسيرة العمل العربي المشترك في المجال الأمني. فيما أعرب الدكتور كومان عن خالص شكره وتقديره لمعالي وزير الداخلية على ما قامت به وزارة الداخلية البحرينية ، ضمن سياسة تطوير المنظومة الإلكترونية للأمانة العامة من خلال إنشاء موقع إلكتروني متخصص للأجهزة المعنية بحقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية.
رافق معالي وزير الداخلية ، خلال زيارته إلى تونس ، وفد يضم سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية التونسية ، وعددا من المسئولين بالوزارة.