افتتح معالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط التاسع والعشرون للبترول والغاز (MPGC 2022) بفندق الفورسيزنز البحرين وذلك بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية، ومعالي السيد احسان عبدالجبار إسماعيل وزير النفط بجمهورية العراق الشقيقة، وعدد من كبار المسئولين في الشركات النفطية المحلية والإقليمية والعالمية من 25 دولة لمناقشة القضايا والتحديات الرئيسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وأسواق النفط والغاز العالمية.
وقد أعرب معالي وزير النفط في بداية كلمته الافتتاحية عن شكره وتقديره إلى أصحاب السمو والمعالي على مشاركتهم في هذا الحدث العالمي بالإضافة إلى النخب المشاركة من الرؤساء التنفيذيين ورؤساء شركات النفط والغاز العالمية وكبار المسؤولين الحكوميين وصناع السياسات وتجار النفط العالميين وخبراء الطاقة والمحللين والمنظمات الرائدة في قطاع الطاقة.
وثمن معاليه عاليا ما توليه حكومة مملكة البحرين برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله من دعم ومساندة مستمرة في مختلف الأنشطة والفعاليات النفطية المتخصصة في مملكة البحرين، التي تعود بالنفع على المنظومة الاقتصادية والمعرفية والتنموية وتكرس مبدأ تبادل المعلومات والتجارب والخبرات بالإضافة إلى صقل مهارات وخبرات العنصر البشري الذي يمثل دعامة أساسية لعملية التنمية المُستدامة، مشيراً معاليه إلى ما يمثله هذا القطاع من محرك رئيسي لعجلة التنمية الاقتصادية.
وأضاف معالي وزير النفط ان وزارة النفط والشركات النفطية المنضوية تحت مظلة الشركة القابضة للنفط والغاز برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشئون الشباب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز تسعى دائما بكل طاقتها البشرية للعمل الجاد والحثيث نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية الرامية الى تعزيز الاقتصاد الوطني في المملكة وذلك من خلال تأسيس العديد من المشاريع التطويرية على جميع الأصعدة.
وأشار معاليه إلى أهم المشاريع الحيوية في مملكة البحرين والتي من ضمنها مشروع تحديث مصفاة البحرين الذي يعتبر من أهم المشاريع الاستراتيجية في مملكة البحرين بهدف زيادة السعة التكريرية وتعزيز قائمة المنتجات من ناحية الكم والنوع وتحسين كفاءة الطاقة مما يجعل المصفاة من احدى المصافي الأكثر تنافسا وامتثالا لمعايير البيئة في العالم، حيث تم إنجاز أكثر من 80% من مشروع تحديث المصفاة والمزمع الانتهاء منه في عام 2023 بالإضافة إلى المشاريع التطويرية.
وتطرق معالي الوزير في كلمته الافتتاحية إلى أهمية العمل العالمي المشترك في المشاريع البيئية الرامية الى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتي أعلنت مملكة البحرين انضمامها إلى هذه المبادرات للوصول الى الحياد الصفري بحلول عام 2060، حيث قامت المملكة بتنفيذ عدد من المشاريع البيئية بالتعاون والشراكة مع مختلف الشركات والمنظمات العالمية مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة بتمويل من صندوق المناخ الأخضر وتحت مظلة مجلس الموارد المائية برئاسة معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الموارد المائية الذي يضم جميع الجهات ذات العلاقة بالمياه وأصحاب المصلحة في القطاع.
وفي السياق نفسه أشار معالي الوزير إلى انه قد تم استحداث وحدة إدارة موارد المياه في وزارة النفط كجهة تنفيذية داعمة لمسؤوليات مجلس الموارد المائية في تنفيذ المبادرات والمشاريع للإدارة المتكاملة لموارد المياه في مملكة البحرين، حيث يتكون المشروع من 9 مبادرات رئيسية تهدف إلى بناء الأطر المؤسسية تنفيذا لمبدأ الإدارة المتكاملة لموارد المياه لجعل قطاع المياه أكثر تكيفا مع تغير المناخ. وقد انتهت الوحدة من إعداد الإجراءات والسياسات التوجيهية لمياه الصرف الصحي المعالجة واستخداماتها، بناء اربعة نماذج مختلفة لتغير المناخ وتأثيره على قطاع المياه، وإنشاء البنية التحتية لمنصة المعرفة الوطنية للمياه وتغير المناخ.
وفي الختام أشاد معالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط بجهود القائمين على تنظيم المؤتمر التاسع والعشرين للبترول والغاز في مملكة البحرين معربا عن شكره وتقديره الى جميع المشاركين والمتحدثين والداعمين والى كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث العالمي، متمنيا كل التوفيق والنجاح وتحقيق المزيد من الطموحات المستقبلية الرامية إلى تطوير الصناعات النفطية.
بعدها تحدث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة بالمملكة العربية السعودية الذي قدم الشكر والتقدير إلى معالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذا الحدث العالمي مؤكدا سموه على أهمية تعزيز مفاهيم الاستثمار في قطاع الطاقة لما له من مردود كبير على تطوير القطاع النفطي.
وقال سموه إن أسعار النفط شهد ارتفاعا الا انه اكثر استقرارا نسبيا بالمقارنة مع أسعار قطاعات الطاقة الأخرى، موضحا ان المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على المشاريع التي من شأنها ان تساهم في مزيد من التطور والتقدم لهذه القطاعات الهامة.
وبين معالي السيد إحسان عبدالجبار إسماعيل وزير النفط بجمهورية العراق أن العراق يتجه بطريق التعافي وسد الفجوة التي أحدثتها الأعمال الإرهابية التي تسببت بتدمير بعض المنشآت النفطية مما ساهم في تدهور الاقتصاد العراقي، مشيراً معاليه إلى أنه قد تم الانتهاء من مشروع الصيانة الشاملة، حيث عاد العراق الى تحقيق الإنتاجية المطلوبة للشهر الحالي والمقبل، مؤكدا ان جمهورية العراق سيستمر بالتزامه في إنتاج النفط والطاقة.
الجدير بالذكر بأن فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للبترول والغاز يعقد في مملكة البحرين للمرة السادسة منذ تاريخ انعقاده الممتد 29 سنة بمشاركة مختلف المسئولين من مختلف دول العالم لمناقشة أهم التحديات والتوقعات المستقبلية لهذا القطاع الحيوي والمهم.