أكد عدد من المشاركين في مؤتمر (توسعة الأفق.. حرية الدين والمعتقد) أهمية تبني الدول لسياسات داعمة لحرية المعتقد والدين حول العالم، مؤكدين أن مملكة البحرين تعتبر نموذجاً للتعايش والسلام واحترام الأديان، فالمنامة نجحت في تكريس المكانة والسمعة الطيبة كنموذج للمجتمعات القائمة على التنوع والتعددية الدينية والحضارية والثقافية.
وبين المشاركون تميز وفرادة تجربة المملكة في مجال حماية الحريات الدينية واحترام التنوع الديني والفكري والثقافي في إطار مبادئ الدستور وسيادة القانون، وأكدوا أن الهدف الذي يجمعهم هو تشكيل رؤى مشتركة من أجل تعزيز التعايش والاحترام المتبادل في المجتمعات التي تتنوع فيها الخلفيات الدينية والثقافية.
وأكدت السفير الدكتورة بهية الجشي أهمية عقد مؤتمر (توسعة الأفق.. حرية الدين والمعتقد)، موضحة أن مثل هذه المؤتمرات تأتي لتبين وتبرز ما تحاول الوفود والسفارات توضيحه للعالم على مستوى اللقاءات العالمية المختلفة، ومملكة البحرين مثالٌ لبلد عرف بالتعايش .
وأوضحت د. الجشي أهمية نهج ورؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في السلام والتسامح، إذ أمر بإنشاء مركز الملك حمد للتعايش السلمي، وهو مركز فريد من نوعه، إضافة إلى تخصيص كرسي الملك حمد في جامعة سابينزا الإيطالية المرموقة، الأمر الذي يدل على خطوات فعلية في هذا الاتجاه.
واختتمت الجشي بالتأكيد على أهمية اغتنام فرصة زيارة الوفود الأجنبية للاطلاع عن كثب على منجزات البحرين، والتعرف على حقيقة أهل البحرين، فنحن نعيش في دولة تصنع النجاحات المتتالية على جميع الأصعدة، وعلى الوفود الزائرة الاستمتاع والزيارة والنقاش لكي يصلوا للصورة الحقيقية التي تميز البحرين بوصفها نموذجا للتعايش والسلام والتسامح.
أما السيدة هالة رمزي عضو مجلس الشورى، فبينت أن عقد هذا المؤتمر يعتبر مهماً للغاية، فهناك مشكلة على الصعيد الخارجي تتعلق بوجود فهم خاطئ حول الدول العربية والاسلامية، وهذا المؤتمر يعد فرصة سانحة لتوضيح عكس ذلك واثباته بالشواهد، فمملكة البحرين بلد التعايش والتسامح، وتعتبر المنامة حاضنة مثالية للتعددية الدينية، ففيها المساجد والمآتم والمعابد والكنائس وجميعها على مقربة من بعضها البعض.
وأوضحت رمزي وجود 19 كنيسة مرخصة في البحرين، رغم أن المسيحيين يشكلون 10% فقط من السكان، إلا أن احتضان دور العبادة بهذا العدد يدل على ما تكفله الدولة من حقوق الأديان، ففي الوقت الذي تشهد فيه دول مختلفة حول العالم النزاعات العرقية والدينية، تأتي مملكة البحرين لتقدم نموذجها الجميل في التعايش والحريات وممارسة الأديان والمعتقد، وهي كلها شكل من أشكال حقوق الانسان المكفولة بالقانون، لاسيما وأن البحرين سباقة في هذا المجال.
من جانبه أكد د. محمد الخزاعي عضو مجلس الشورى أن البحرين كانت ولا تزال منفتحة على العالم منذ القدم، وكانت حلقة وصل بين الحضارات، حيث اشتهر أهل البحرين بالتسامح، وهذا التسامح اتضح على عدة أصعدة، منها صعيد الشعب نفسه وعلاقته ببعضه البعض، ومنها ما يتعلق بصعيد التعامل مع الآخر، أيا كان هذا الآخر من مقيم أو زائر.
وشدد د. الخزاعي على أهمية نهج قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم ورؤيته التي أكدت على التسامح الديني، فالحق الديني مكفول في مملكة البحرين، وحقوق الإنسان مصانة في المملكة.
ومن جانبه تحدث السيد الأب سابا رامي هايدوسيان راعي كنيسة الروم الأرثوذكس عن مدى فخره واعتزازه بتجربة مملكة البحرين الرائدة في احترامها للأديان، وبين أنه كمسيحي مقيم في البحرين منذ 13 عاماً، لمس ما تتحلى به مملكة البحرين من درجة عالية من التسامح الديني.
وعن المؤتمر، أكد الأب هايدوسيان فخره بما يقدمه من نموذج حضاري عالي المستوى في مجال احترام الأديان والطوائف، فالكل يتشارك في هذه الحياة في بلد يشهد له الجميع بأنه بلد التعايش والمحبة فهو بلد يرحب بكل من السائح والزائر والمقيم ويحتضنهم كما يحتضن مواطنيه، وبين اعتزازه بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم واهتمامه الكبير بملف حرية الأديان.
وقال السيد زكريا الكاظم رئيس مجلس إدارة المنظمة الدولية لتضخيم أصوات الخلية المنجلية الأمين العام لجمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر، أن مشاركتهم في المؤتمر تأتي من منطلق توضيح الرعاية الصحية المقدمة لمريض السكلر، فمن الصعيد المحلي الذي يضم 9 آلاف شخص، وصولا إلى ترؤس منظمة تضم 27 مليون مريض حول العالم، تنظر المنظمة باهتمام كبير لتجربة مملكة البحرين، والبحرين من منطلق نجاحها في ملف السكلر، وفي ظل رعاية جلالة الملك المعظم حفظه الله لهذه الفئة، تحمل رسالة مهمة إلى العالم تبين فيها ما هي عليه البحرين، فبخبرات أهلها والاهتمام بنقلها وتبادلها مع الغير نوضح جهود ومبادرات نوعية في إطالة عمر مرضى السكلر.
فيما، أكدت آن ويلش الرئيس التنفيذي ومؤسس منظمة بلا ألم العالمية النائب الأول لرئيس المنظمة الدولية لتضخيم صوت الخلية المنجلية إيجابية مشاركتها في المؤتمر وتميز الحضور فيه، موضحة أهمية بحث وتبادل الخبرات في مجال التعايش والتسامح، لاسيما وأن هناك شعوب حول العالم تعيش في ظل الاختلافات العرقية سواء كانت لون أو دين، من هنا تأتي أهمية الحديث دائما عن السلام، وحرية الأديان.
وأشادت ويلش بمبادرات مملكة البحرين التي لفتت العالم إليها، فمن المهم التوحد في الإنسانية والتقارب في الأديان، واحترام الاختلافات، وتقليص مساحة الخلاف والاختلاف، فبالحرين بلد جميل ويتميز بتجربته الإيجابية، مضيفة أنها ترغب في نقل ما رأته إلى دول أخرى في العالم وزيادة مستوى التنسيق مع البحرين لخدمة الإنسانية.
وختمت حديثها بالتأكيد على أن الرسالة الذي يحملها هذا المؤتمر تتلخص بالخروج من دائرة الاختلافات الدينية والعرقية، والوصول إلى مساحة من الاتفاق والوئام، وقالت رغم أنها مسيحية وتختلف عن المسلمين واليهود، إلا أنها لم تجد نفسها مختلفة في هذا المكان، بل تجمعها الأهداف والرؤى الإنسانية مع جميع الحاضرين، فمن المهم التقريب لا للتباعد، ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم الحروب وجائحة (كوفيد 19) بكل تبعاتها، علينا الانتباه إلى أهمية احترام الإنسان وحب الآخر والعيش بسلام وتسامح.
و تحدثت السيدة خولة البوسميط المدرب في المهارات الحياتية، عن رسالة المؤتمر الهادفة لتعزيز الاحترام والتقدير للتنوع الثقافي والديني الموجود في مملكة البحرين، فالجميع يعمل وفق مبدأ التسامح، مؤكدة دور المجتمعات ومؤسسات المجتمع المدني في ترجمة هذه المبادئ والارتقاء بالوطن والمواطنين.
وأكدت البوسميط الاهتمام بحرية الدين وزيادة الوعي الثقافي على الصعيد العالمي، الأمر الذي له أن يحد من وجود الاضطرابات حول العالم، لاسيما وأن مملكة البحرين تتميز باحترام المذاهب والديانات والاختلافات، وهو ما يجعلنا فخورين بالصورة الإيجابية التي يتحدث عنها الزوار من الشعوب الأخرى، وهي حقيقة الوجه الحضاري للمملكة.