عقد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية صباح اليوم، جلسته الاعتيادية عن بعد عبر الاتصال المرئي برئاسة معالي الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس.
وفي مستهل الجلسة، ثمن المجلس نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها معالي الرئيس بتكليفٍ من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، إلى جمهورية تتارستان الروسية للمشاركة في احتفالاتها بالذكرى الـ 1100 على اعتماد الإسلام رسميًّا من قبل شعوب البولغار في حوض الفولجا، والمشاركة في أعمال مؤتمر قمة قازان الاقتصادية الدولية الثالثة عشرة بين روسيا والعالم الإسلامي.
واستمع في هذا الصدد إلى عرض موجز عن الزيارة وعن لقائه مع فخامة السيد رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان الروسية، وما أعرب عنه من اعتزازه بمشاركة مملكة البحرين في هذه المناسبة بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الصديقين، وأخذ علمًا بتوجيهات فخامته بنقل هدية البحرين إلى متحف جمهورية تتارستان الكبير في العاصمة قازان لتكون رؤيتها متاحة لجميع زوار المتحف ومرتاديه، وهي عبارة عن مجسم للرسالة التي بعثها النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى حاكم البحرين وأهلها في العام الثامن الهجري الموافق 630 ميلادية، فدخلوا دين الإسلام طوعًا وتصديقًا وإيمانًا فور ورودها إليهم؛ أي قبل حوالى 1435 عامًا.
إلى ذلك، وتنفيذًا للتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وجه المجلس إلى سرعة طرح مشروع إعادة بناء مسجد الشيخ أحمد الفاتح الواقع على شارع أحمد الفاتح المتقاطع مع شارع الزبارة بالقضيبية في مناقصة عامة بعد أن تم الانتهاء من الخدمات الاستشارية وأخذ الموافقات المطلوبة واستصدار التراخيص اللازمة.
وفي سياق منفصل، تابع المجلس باستياءٍ كبيرٍ تنامي الحملات الممنهجة لترويج فاحشة الشذوذ الجنسي في العالم بقيادة قوى ومنظمات عالمية تسعى جاهدةً لتشويه الفطرة البشرية، وهدم القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، واختراق المجتمعات المحافظة، وخصوصًا الإسلامية منها، لزعزعة قيمها السوية.
وشدد المجلس على رفضه القاطع لتلك الحملات الشيطانية النشاز، داعيًا الدول والمنظمات والشعوب الإسلامية وكل مناصري الفطرة السليمة من جميع الأديان إلى الوقوف صفًّا واحدًا في وجه تلك الحملات المنكرة، وعدم السماح للجهات التي تقف خلفها باستغلال المناسبات الرياضية أو الفنية أو الثقافية، وبالأخص بطولة كأس العالم لكرة القدم بدولة قطر، لتكون منطلقًا لتلك الدعوات الباطلة والهدَّامة، بل واتخاذ مواقف وخطوات جادة وشجاعة ضد من يروِّج لها، وشن حملات مقابلة لمناصرة قيم الفضيلة والفطرة السليمة.
وأكد المجلس أنَّ دعائم الاستقرار في مجتمعاتنا الإسلامية تكمن في التمسك بشرع الله وعاداتنا الكريمة، والحرص المشترك للمحافظة عليها، والتكاتف الدائم يدًا واحدة لترسيخها وتأكيدها وتعزيزها.
وفي موضوع آخر، استنكر المجلس بشدة قيام مستوطنين متطرفين إسرائيليين باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، مؤكدًا أن هذا الفعل الشنيع فيه استفزازٌ لمشاعر المسلمين، وعدم احترام لمقدساتهم، داعيًا الدول العربية والإسلامية والعالم كله إلى اتخاذ موقف واضح لوقف مثل هذه الاستهدافات المرفوضة والمستفزة.
بعد ذلك، استعرض المجلس تقرير لجنة متابعة إنشاء الجوامع وملحقاتها بشأن ثلاثة طلبات محالة عليها من المجلس بخصوص الخرائط والرسومات الهندسية لإنشاء ثلاثة جوامع جديدة؛ أحدها في مدينة حمد، والآخران في مدينة سلمان، وقرر الموافقة على توصيات اللجنة وملاحظاتها الفنية.
ثم اطلع على مذكرة من الأمانة العامة بشأن آخر المستجدات في تنفيذ خطة المجلس لإعمار الجوامع؛ حيث أخذ علمًا بتوقيع العقود لمشروعيْ صيانة جامع الشيخ حمد بالمحرق وجامع سترة، وللخدمات الهندسية لمشروعيْ بناء جامع بن حويل بالرفاع الشرقي، وجامع جديد وصالة مناسبات بحالة النعيم، كما أخذ علمًا باعتماد التصاميم والرسوم الهندسية لمشروعيْ بناء جامع كرزكان وجامع المعامير، وجاري إعداد الرسومات الفنية والتنفيذية لاستصدار التراخيص تمهيدًا لطرحهما في مناقصتين عامتين.
واختتم جلسته باستعراض الرسائل والطلبات الوراد، واتخذ بشأنها ما يلزم.